تصاعد التوترات في المنطقة: اليمن في مواجهة العدوان الإسرائيلي
قاسم الصالح
شُيع الأحد جثامين أربعة شهداء في محافظة الحديدة، غرب اليمن، سقطوا في الغارات الإسرائيلية على ميناءي الحديدة والصليف يوم الخميس الماضي. وتعتبر هذه الغارات جزءاً من سلسلة من الهجمات التي استهدفت موانئ ومرافق حيوية في اليمن، ما أسفر عن استشهاد 16 شخصاً من موظفي الموانئ.
وفيما تتواصل هذه الهجمات، أعلنت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية عن تنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بالعدوان الأمريكي الإسرائيلي على موانئ الحديدة، مشيرة إلى أن تكرار استهداف هذه الموانئ يشكل خرقاً للقانون الدولي وجريمة حرب.
كما لفتت مؤسسة الموانئ إلى أن استهداف العدوان الأمريكي الإسرائيلي للآليات والمعدات التشغيلية للموانئ يعتبر عدوانًا همجيًا، حيث شهدت الموانئ استهدافًا مباشرًا لمرافقها الحيوية، مما يزيد من المعاناة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن. وقد أكدت الهيئة الدولية لرابطات مراقبي الحركة الجوية (IACTA) تضامنها مع مراقبي الحركة الجوية في اليمن بعد إصابة عدد منهم في الغارات الإسرائيلية التي دمرت برج المراقبة في مطار صنعاء. ودعا الاتحاد الدولي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية مراقبي الحركة الجوية في اليمن، محذرًا من أن هذه الحوادث تضع حياة موظفي السلامة الجوية في خطر شديد.
وفي سياق متصل، تواصل جماعة أنصار الله تصعيدها العسكري في المنطقة، حيث أعلنت عن تنفيذ عدة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
على الرغم من رد "إسرائيل" العسكري المكثف، بما في ذلك استهداف ممرات تهريب الأسلحة، فإن المحللين العسكريين في "إسرائيل" أشاروا إلى أن الصراع مع اليمنيين قد يتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد. وتواجه إسرائيل تحديات كبيرة في تحقيق أهدافها العسكرية في اليمن، خصوصًا مع ضعف قاعدة الاستخبارات الإسرائيلية في المنطقة.
من جهة أخرى، تزداد المخاوف في مصر من تأثيرات هذا التصعيد على حركة قناة السويس، والتي تعتبر شريانًا حيويًا للاقتصاد المصري، وتشير التقارير إلى أن قناة السويس خسرت أكثر من 60% من عائداتها مقارنة بعام 2023، في ظل الهجمات المستمرة على السفن في البحر الأحمر والتي ترتبط بأنصار الله. وأكدت الحكومة المصرية على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء التصعيد وضمان سلامة حركة التجارة الدولية عبر القناة.
