أعرب وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق يوآف غالانت عن قلقه العميق بشأن مستقبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في ظل الحديث عن احتمال إقالة رئيسه الحالي رونين بار. وقال غالانت: "أخشى سقوط الشاباك بعدما سقطت الشرطة"، في إشارة إلى الأزمات المتكررة التي تعاني منها المؤسسات الأمنية الإسرائيلية نتيجة التوترات السياسية والتغييرات القيادية.
تصريحات غالانت جاءت في وقت حساس تواجه فيه "إسرائيل" تحديات أمنية متزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي. الشاباك، الذي يُعد أحد الأعمدة الرئيسية للأمن القومي الإسرائيلي إن أي اضطراب في قيادته قد يؤثر بشكل مباشر على فاعليته وكفاءته العملياتية.
الإشارة إلى "سقوط الشرطة" تعكس الواقع الصعب الذي تعاني منه الشرطة الإسرائيلية، التي شهدت في السنوات الأخيرة أزمات في القيادة وأداءً متذبذبًا، ما أدى إلى تراجع ثقة الجمهور بقدرتها على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة. غالانت، الذي يتمتع بخبرة طويلة في الشؤون الأمنية، يخشى أن يتكرر هذا السيناريو مع الشاباك، وهو أمر قد تكون له عواقب وخيمة على استقرار النظام الأمني بأكمله.
التصريحات تلقي الضوء أيضًا على التوترات السياسية المتصاعدة بين الحكومة الإسرائيلية والمؤسسات الأمنية. فإقالة قادة الأجهزة الأمنية ليست مجرد إجراء إداري، بل هي غالبًا نتيجة لخلافات عميقة حول السياسات الأمنية، وقد تُضعف استقلالية هذه الأجهزة وتُعرض أمن إسرائيل للخطر. يضاف إلى ذلك أن هذه التغييرات القيادية قد تُحدث انقسامات داخلية، ليس فقط داخل الجهاز نفسه، بل أيضًا على مستوى العلاقات بين المؤسسات الأمنية والحكومة.
في ظل هذه الظروف، بحسب الاعلام العبري، تبرز الحاجة الماسة إلى الحفاظ على استقلالية الأجهزة الأمنية وضمان استقرار قيادتها، بعيدًا عن التدخلات السياسية. إن أي محاولة لإضعاف هذه المؤسسات قد تكون لها تداعيات كارثية على الأمن القومي الإسرائيلي، خاصة في وقت تتطلب فيه المرحلة الحالية أقصى درجات اليقظة والتنسيق الأمني. تصريحات غالانت تُشكل تحذيرًا واضحًا من أن استقرار النظام الأمني في "إسرائيل" لا يحتمل المزيد من الأزمات أو التوترات السياسية.