الاحتلال الإسرائيلي يدمر القدرات العسكرية الجوية السورية بالكامل

سامر الخطيب - وكالة أنباء آسيا

2024.12.10 - 12:15
Facebook Share
طباعة

 تعيش سوريا موجة تصعيد عسكري غير مسبوق، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في شن هجمات واسعة النطاق تستهدف البنية العسكرية للجيش السوري منذ سقوط نظام بشار الأسد، يوم الأحد الماضي. العمليات الإسرائيلية، التي توصف بأنها واحدة من أعنف الهجمات في تاريخ المنطقة، تركزت على القضاء التام على المقدرات العسكرية السورية، بما في ذلك القوات الجوية والبحرية.


حصيلة الغارات والهجمات
بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شنت إسرائيل 310 غارات جوية وبحرية خلال ثلاثة أيام، استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية حيوية في جميع أنحاء البلاد. بينما قالت وسائل إعلام عبرية أن العمليات العسكرية تهدف إلى تدمير القدرات الدفاعية للجيش السوري ومنعها من تشكيل أي تهديد مستقبلي.


استهداف مواقع استراتيجية
وفقًا لتقارير القناة 12 العبرية، دمرت الهجمات الإسرائيلية سلاح الجو السوري بالكامل، بما يشمل:
- مطارات عسكرية: الشعيرات في حمص، ومواقع في ريفي الرقة والحسكة.
- منشآت استراتيجية: مقر إدارة الحرب الإلكترونية في البهدلية قرب السيدة زينب بدمشق.
- مستودعات أسلحة ومراكز بحوث: في السومرية، عدرا، برزة، جمرايا، ومطار المروحيات في عقربا بريف دمشق.
- مواقع أخرى: مستودعات في الكورنيش والمشيرفة ورأس شمرا بريف اللاذقية.


هجمات بحرية على الأسطول السوري
نفذت السفن الحربية الإسرائيلية هجمات مكثفة على ميناءي طرطوس واللاذقية باستخدام صواريخ بحر-بحر، ما أدى إلى تدمير القدرات البحرية السورية بالكامل، وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الهدف من هذه العمليات هو الحيلولة دون وصول المعدات العسكرية السورية إلى أيدي "جهات معادية".


تحركات برية وتدخل مباشر
ذكرت قناة i24 العبرية أن وحدات من جيش الاحتلال اقتحمت قواعد عسكرية سورية شمال دمشق، على بعد 20 كيلومترًا فقط من العاصمة، وأفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية بأن طائرات مروحية أمريكية وإسرائيلية هبطت في مواقع عسكرية سورية بجبال القلمون، حيث دخل جنود أمريكيون وإسرائيليون إلى تلك المواقع.
و أعلنت سلطات الاحتلال تحويل مناطق في شمال الجولان السوري المحتل إلى مناطق عسكرية مغلقة، وسط تقارير عن عبور دبابات الاحتلال للحدود السورية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974.


تصعيد سياسي وتحركات استراتيجية
وجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وزراءه بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول التطورات في سوريا دون موافقته المباشرة. من جانبه، دعا الوزير الإسرائيلي عيمخاي شيكلي إلى احتلال جبل الشيخ، لما له من أهمية استراتيجية في المنطقة.


اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 في مهب الريح
تشير التحركات الإسرائيلية إلى انهيار عملي لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974 بين سوريا و"إسرائيل"، والتي أُقرت تحت رعاية الأمم المتحدة لضمان هدنة طويلة الأمد في مرتفعات الجولان. الاتفاقية نصت على احترام وقف إطلاق النار وإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يعتبر انسحاب القوات السورية من مواقعها فرصة للتوسع والسيطرة على مزيد من الأراضي.

 

دلالات وأهداف التحركات الإسرائيلية
- تدمير القدرات الدفاعية السورية: تستهدف "إسرائيل" القضاء التام على أي تهديد عسكري محتمل في المستقبل.
- استغلال الفراغ السياسي: مع انهيار النظام السوري، تسعى "إسرائيل" إلى فرض وقائع جديدة على الأرض تضمن تفوقها الاستراتيجي.
- تعزيز السيطرة على الحدود: تعمل على توسيع نفوذها في المناطق المحاذية للجولان بحجة حماية أمن المستوطنات.
- منع وصول الأسلحة إلى المعارضة: التركيز على تدمير مستودعات الأسلحة خشية استخدامها ضد "إسرائيل" مستقبلاً.
- تصفية النفوذ الإيراني: تعتبر التحركات جزءًا من استراتيجية أوسع تستهدف المواقع الإيرانية وخطوط إمداد الحـ ـز. ب عبر سوريا.


خلاصة
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، تدخل سوريا مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي، حيث تسعى "إسرائيل" إلى استغلال حالة الفراغ السياسي والأمني لتعزيز نفوذها وضمان تفوقها العسكري. هذه التحركات تضع مستقبل سوريا والمنطقة أمام تحديات معقدة، مع تصاعد القلق الدولي من احتمالات توسع الصراع وتأثيره على الاستقرار الإقليمي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5