قام ترامب ببعض الاختيارات القوية لأدوار الأمن القومي العليا في إدارته الجديدة، لكن كما تتهمه صحيفة واشنطن إكزامينير، فقد قدّم الولاء له على مصلحة الأمّة، وتقول الصحيفة: "يجب على الجمهوريين في مجلس الشيوخ أن ينضمّوا إلى الديمقراطيين في مجلس الشيوخ في منع خطأه هذا من أن يصبح ساري المفعول، ويجب منع تولسي غابارد من الحصول على مفاتيح قلعة المخابرات".
وقد أثار ترشيح ترامب لـ تولسي غابارد موجة من الانتقادات العنيفة لسياسة ترامب الأمنيّة في المرحلة القادمة، إلى حدّ القول، بأنّه لو سنحت الفرصة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدى الرئيس الصيني شي جين بينج أن يتداولا ويقررا بشأن هذا المنصب، لرشّحا تولسي غابارد!"، على حدّ زعم الصحيفة.
فمن هي تولسي جابارد؟
تقول الصحيفة: "إذا فكرت في أسوأ اختيار ممكن لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، فإنّه سيكون النائب الديمقراطي السابق الذي تحوّل إلى جمهوري من هاواي، تولسي جابارد، لكن هذا هو بالضبط من رشحه الرئيس المنتخب دونالد ترامب لرئاسة جهاز الإشراف على أجهزة المخابرات الأمريكية"، وانتخبت جابارد لعضوية مجلس النواب في 2012 كأوّل هندوسيّة، كما أنّها من المحاربين القدامى كونها مقدم سابق في احتياط الجيش الأمريكي.
ولجابرد مواقف لافتة فيما يتعلّق بإشعال الخلافات والفتن حول لعالم، وقد انتقد الرئيس بايدن مراراً بهذا الخصوص، أمّا بخصوص العلاقة مع روسيا، فقد عارضت جابارد إزالة ترامب من معاهدة القوى النوويّة المتوسطة ردا على الانتهاكات الروسية المتفشية لتلك المعاهدة، كما أنّها ألقت اللوم على الناتو والولايات المتحدة فيما يتعلّق بغزو روسيا لأوكرانيا، متبنيّةً المسوّغات الروسيّة، وأن الولايات المتحدة أنشأت مختبرات سريّة للأسلحة البيولوجيّة في ذلك البلد، وجادلت بأن الولايات المتحدة، وليس روسيا، هي المسؤولة بالكامل عن سياسة حافة الهاوية النووية التي ينتهجها بوتين.
وفيما يتعلّق بالصين، فقد دعت غابارد ترامب في وقت سابق إلى إنهاء "الحرب التجارية المدمّرة مع الصين". كما روّجت عضوة الكونجرس السابقة للرواية التي قدمها المتعاطفون مع الصين، مثل راي داليو، والتي مفادها أنّه يجب التعامل مع الصين كشريك وليس كتهديد ملح للأمن القومي.
هذا وقد رحّبت كلّ من روسيا والصين بهذا الترشيح على لسان النطاقين باسمهما، في تأكيد للشكوك الأمريكيّة التي تسوقها الصحيفة.
وكذلك فإنّ لجابرد موقف متمايز عن الإدارة الأمريكيّة فيما يتعلق بسوريا أيضاً، إذ ذهبت غابارد بل تبنّت وبشكل كامل الرواية التي تتبناها الحكومة السورية، وأظهرت دعمها للرئيس السوري بشار الأسد.
هذا ويواجه الآن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون -بحسب الصحيفة- بما في ذلك السيناتور توم كوتون (الجمهوري عن ولاية أريزونا)، وليندسي جراهام (الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا)، وزعيم الأغلبية المنتخب في مجلس الشيوخ السيناتور جون ثون (الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا)، الاختيار بين وضع مصلحة الأمة في المقام الأول، أو الخضوع للسلطة ترامب، فإذا تمّت الموافقة على جابارد في نهاية المطاف، فسوف يكون للرئيسين الروسي والصيني متعاطف أيديولوجي يحمل مفاتيح تاج مجتمع الاستخبارات الأمريكي، أو كما قالت الصحيفة.
ويشرف مدير الاستخبارات الوطنيّة من منصبه على جميع جهود جمع وتحليل وعمليات وكالات الاستخبارات الأمريكيّة مجتمعة، ويقوم إنتاج ونشر التقارير والتحليلات الاستخباراتيّة الأكثر حساسية للحكومة الأمريكيّة، ويشمل ذلك معرفة الجواسيس المدفونين في أعماق الحكومات الأجنبيّة والمنظمات الإرهابيّة.