رغم مرور أكثر من 3 أشهر على الالتماس الذي قدمه مجلس أمناء الحوار الوطني المصري للإفراج عن المحبوسين احتياطياً نتيجة انخراطهم في بعض الأنشطة التي تتعلق بدعم الشعب الفلسطيني، إلا أن العشرات لايزالون داخل السجون، حيث تصدر بحقهم قرارات تمديد بالحبس بتهم تتعلق بالانتماء لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، وهي التهم التي
اعتادت الأجهزة الأمنية المصرية توجيهها للمعارضين.
وقررت محكمة مصرية تجديد حبس أمين الشرطة، عبد الجواد محمد عبد الجواد، 45 يوما، بعد أن ألقي القبض عليه مطلع شهر مارس/ آذار الماضي، خلال اعتلائه لوحة إعلانية في مدينة الإسكندرية، ممسكا بعلم فلسطين ويردد هتافات ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويواجه عبد الجواد اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية مع العِلم بأغراضها، في القضية رقم 717 لسنة 2024.
وقالت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن أسرة عبد الجواد كانت قد فوجئت بالقبض عليه، وعلمت بالخبر عندما تلقى شقيقه اتصالا هاتفيا من جهاز الأمن الوطني، في مطلع مارس/ آذار الماضي، وأبلغه بما حدث وطلب حضوره لمناقشته في مقر الجهاز بمركز شرطة مدينة كوم حمادة في محافظة البحيرة شمالي مصر.
وبحسب المفوضية، فإنه قبل القبض عليه، كان عبد الجواد على موعد مع أصدقائه في أحد المقاهي المجاورة لإحدى اللوحات الإعلانية، وأثناء وصول زميله، فوجئ بعبد الجواد يقف أعلى اللوحة ممسكا بعلم فلسطين ويهتف ضد الرئيس الحالي ويندد بالأحداث التي تشهدها غزة، وعلى الفور ألقي القبض عليه، وتم اقتياده لمديرية أمن الإسكندرية، وفي فجر
اليوم التالي توجه للأمن الوطني، واختفى بعدها حتى ظهوره في نيابة أمن الدولة.
ولفتت المفوضية، إلى أنه خلال فترة اختفائه، لم تتخذ الأسرة أي إجراءات قانونية بشأن الاختفاء أو واقعة الاحتجاز نفسها.
ونقلت المفوضية عن أفراد في أسرته قولهم، إن عبد الجواد محمد من مواليد عام 1979، ويعمل أمين شرطة في قسم شرطة “الدخيلة” لا ينتمي لأي أحزاب سياسية ولم يشارك في أي أحداث سياسية مرت بالبلاد، وليست لديه أفكار أو توجهات تجاه حدث معين، وطوال حياته كان مهتما بالحصول على قوت يومه، من أجله تربية أبنائه وتلبية احتياجات أسرته
المكونة من زوجته ووالدته وأطفاله الثلاثة.
وقالت الأسرة للمفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن عبد الجواد كان يعاني من ضغط نفسي وعصبي شديد، خاصة منذ بداية الأحداث في غزة، حيث كان يقضي أغلب يومه بالمنزل أمام شاشة التلفاز.