توجهنا صباح اليوم إلى مكان الغارة التي شنّها الطيران الحربي المعادي بعد منتصف ليل أمس على وادي الكفور- تول في قضاء النبطية وبحسب وزارة الصحة اللبنانية فقد أدت هذه الغارة لسقوط عشرة شهداء بينهم امرأة وطفلان من الجنسية السورية وإصابة خمسة بجروح ثلاثة منهم يحملون الجنسية السورية اثنان منهم إصابتهما حرجة ويخضعان للعلاج.
كان الطيران الحربي يحلق فوق المنطقة في تلك الليلة المشؤومة ترافقه طائرات استطلاع لم تزل في الأجواء حتى إعداد التقرير وسمعنا صوتها بشكل واضح.
في جولتنا في المكان رأينا الأثاث المبعثر فوق الركام وأحذية تعود لأطفال وأغطية النوم وفراش قد مزقتها صواريخ العدو مع أجساد الشهداء، الرماد يغطي المكان وقد تطايرت الشظايا إلى الأماكن المحيطة به مع أشلاء الشهداء كما روى لنا شهود عيان شاركوا في رفع الأنقاض وانتشال جثث الشهداء.
الهمجية الصهيونية لم تستثنِ الآمنين الساعين إلى رزق عيالهم وقوت يومهم فقضوا سويًا على مرأى العالم في وقت يدّعي فيه العدو أنّه يضرب أهدافًا عسكريّة فيخلّف وراءه مجازر بحق مدنيين، جثامين الشهداء نقلت إلى مشفى الشيخ راغب جرب القريب من مكان المجزرة وحضر الجدّ الذي قضت عائلة ابنته مع أطفالها في الغارة ليجري مراسم دفنهم
, في المقابل حالف الحظ عمر الشحود العامل أيضا في المعمل لكنه يقطن ويبيت في مبنى آخر, ويروي الرجل اللاجىء من محافظة حلب في سوريا "استشهد ستّة من أقربائي لا علاقة لهم بشيء" ويضيف: إنّهم عمّال جاؤوا بحثا عن الرزق".بعد وهو الذي تحدث بألم عن معاناتهم مع العدو حيث يعمل منذ ما يزيد عن عشرة أعوام في بلدة بلاط التي
تتعرض أيضًا لاعتداءات إسرائيلية منذ بدء الحرب.
غادرنا المكان ورائحة الموت والطفولة المسحوقة بسلاح الهمجية تفوح في سمائه وصوت المسيّرات يعكر صفو الأجواء الجنوبية التي ما برحت تعاند غطرسة العدو وانتهاكاته المتكررة لها.