في الأسابيع الماضية، وتزامناً مع استهداف العدو الاسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت وخرقه جدار الصوت في أجواء لبنان، انسحب عدد كبير من منظّمي الحفلات وتقلّصت العروض المسرحية، وأعلن عن "إرجاء" هذه الفعاليات الفنية إلى حين تسمح الظروف. واختار آخرون منهج التحدّي والدخول في مغامرة عبر الاعلان عن استمرار الحفلات المعلن
عنها، على سبيل المثال: حفل فرقة "ميّاس" العالمية وحفل الفنان هاني شاكر وصولاً إلى حفل الفنانين #جورج وسوف وآدم و#رحمة رياض الذي أقيم في 11 آب الجاري في "فوروم دو بيروت" نظمته شركتا "GMH" و"TMG".
وفيما كانت المنطقة تغلي على وقع تصريحات من كل حدب وصوب تنذر منطقة الشرق الأوسط بأيّام صعبة، وتحديداً لبنان في صراعه المستمر مع العدو الاسرائيلي، توجّه الجمهور اللبناني إلى "الفوروم دو بيروت" للقاء الوسوف وآدم ورحمة رياض. القاعة التي تتسع للآلاف كانت ممتلئة، حتى إنّ كثراً كانوا يرغبون في حجز تذاكر في الساعات الأخيرة لكن لم
يسعفهم الحظ. الحضور داخل قاعة "الفوروم" أتى على شكل جرعة سعادة، مغلّفة بمكوّنات وظيفتها محاكاة العقل والقلب ولو لساعات معدودة كي ينفصل عما يحصل في الخارج.
اعتلت الفنانة العراقية رحمة رياض المسرح، أفرحها المشهد، فتوجّهت للحضور قائلة: "سعيدة لوجودي بينكم اليوم، أتمنّى أن تجتمعوا دائماً على خير، بيروت نابضة بالحياة، أنتم تصدّرون الحياة والطاقة والأمل، عسى أن يمنّ علينا بالأمان ويحمي الجنوب يا رب".
دقّت الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل وأطلّ سلطان الطرب جورج وسوف. إنّه الوسوف الذي يكفي أن يتوجّه إلى جمهوره الوفيّ بعبارة "حبايب قلبي" حتى تعلو الهتافات: "أبو وديع". توجّه إليهم بكلمات من القلب تحكي حبّاً وتقديراً قائلاً: "أنتم حبايب القلب، أنتم القلب، أنتم كل شيء، لولاكم لا وجود لي".