الأسد: مستعد للقاء إردوغان إذا كان ذلك يحقق مصلحة سوريا

2024.07.15 - 06:41
Facebook Share
طباعة

أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الاثنين، أنّه مستعدّ للقاء نظيره التركي رجب طيب إردوغان، "إذا كان ذلك اللقاء يحقق مصلحة البلاد".

وفي معرض حديثه عن عودة العلاقات مع تركيا عقب اقتراعه اليوم في الانتخابات التشريعية، قال الرئيس الأسد: "إذا كان لقاء الرئيس إردوغان يؤدي إلى نتائج، أو إذا كان العناق أو كان العتاب يحقق مصلحة البلاد، فأنا سأقوم به".

وأوضح أنّ "المشكلة لا تكمن في اللقاء، وإنما تكمن في مضمونه"، فطرح اللقاء "قد يكون هاماً باعتباره وسيلة لتحقيق هدف، لكننا لم نسمع ما هو الهدف وما هو حل المشكلة".

وأضاف الرئيس الأسد: "أول سؤال نسأله هو لماذا خرجت العلاقات عن مسارها الطبيعي منذ 13 عاماً؟"، مشيراً إلى أنّه "لم يسمع أي مسؤول تركي يتحدث عن هذه النقطة بشكل صريح".

"أي لقاء بحاجة إلى قواعد ومرجعيات"
وفي السياق، شدّد الرئيس الأسد على أنّ اللقاء هو "وسيلة، والوسيلة بحاجة إلى قواعد ومرجعيات عمل"، مردفاً أنّ "فشل هذه الوسيلة في مرحلة من المراحل قد يجعلنا نذهب في اتجاه أسوأ وندفع الثمن أكثر".

وأكّد، في الوقت نفسه، على الروح الإيجابية تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة، قائلاً إنّ ذلك "هو الشيء الطبيعي، فلا أحد يفكر بأن يخلق مشاكل مع جيرانه"، ولكن ذلك "لا يعني الذهاب من دون قواعد".

وأضاف: "في أي لقاء محتمل سنسأل ما هي مرجعيته، هل ستكون هذه المرجعية هي إلغاء أو إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب، والانسحاب من الأراضي السورية؟"، مؤكّداً أنّ ذلك "هو جوهر المشكلة وليس هناك سبب آخر".

وأردف الرئيس الأسد قائلاً إنّه "إذا لم يكن هناك نقاش بشأن هذا الجوهر فماذا يعني اللقاء؟"، لافتاً إلى أنّ سوريا "تسعى لعمل يحقق نتائج، فهي ليست ضد أي إجراء أو لقاء، لكن المهم أن يؤدي ذلك إلى نتائج إيجابية تحقق مصلحة سوريا وتركيا في نفس الوقت".

وأكّد أنّ "أي لقاء سيجري مع الجانب التركي سيُعلن عنه، فلا يوجد أي شيء سري"، مضيفاً أنّ "سوريا أصرّت على أن اللقاء ضروري بغض النظر عن المستوى، والحديث هنا ليس عن لقاء رئيسين بشكل عام".

كما أشار الرئيس الأسد إلى أنّ "اللقاءات لم تنقطع، بل هي مستمرة"، كاشفاً أنّ "هناك لقاء يُرتب على المستوى الأمني من جانب بعض الوسطاء، حيث كنا إيجابيين في هذا الإطار".

"ليس تطبيعاً بل عودة للعلاقات"
أوضح الرئيس الأسد أنّ "مصطلح تطبيع العلاقات مع تركيا هو خطأ. فتطبيع العلاقات مع بلد ما هو عملية قسرية تهدف إلى فرض علاقات طبيعية هي غير موجودة"، في حين أنّنا "نتحدث عن دولة هي بلد جار، وبيننا علاقات عمرها قرون طويلة، ما يعني أنّ العلاقات يجب أن تكون طبيعية حصراً".

وتابع: "إذا أردنا أن نصل إلى علاقات طبيعية، وهذا ما نسعى إليه في سوريا، بغض النظر عمّا حصل، فهل يمكن أن يكون الاحتلال ودعم الإرهاب جزءاً من العلاقات الطبيعية بين الدول؟"، ليجيب الأسد أنّ ذلك "بالطبع مستحيل".

وعليه، أكّد الرئيس الأسد على وجوب "سحب تداول كل ما هو شاذ في هذا المشهد"، وذلك من أجل الحديث عن "علاقة طبيعية بين سوريا وتركيا".

وشدّد على أنّ "العلاقات ستكون طبيعية عندما تنسحب الأمور الشاذة من دون تطبيع أو إجراء قسري، ومن دون رأي الحكومات"، بحيث "ستسير هذه العلاقات بشكلها الطبيعي في اتجاه العودة إلى ما كانت عليه قبل الحرب"، وخاصةً أنّ العلاقات الطبيعية "أثبتت أنّها تؤدي إلى حماية الحدود التي يتحدث عنها المسؤولون الأتراك، كما كان الوضع سابقاً".

"لا يمكن تجاوز المبادئ"
في هذا الإطار، أوضح الرئيس الأسد أنّ "الأصدقاء واعون تماماً لهذه الوقائع، وهم يعرفون هذا الموقف منذ المبادرة الأولى التي حصلت قبل 5 سنوات".

وأوضح أنّ "الحديث عن المبادرات جديد، لكن بداية المبادرات كانت منذ 5 سنوات، وكررنا خلالها نفس الموقف: أزيلوا الأسباب تظهر النتائج"، مضيفاً أنّ الأمر "ليس بحاجة إلى تكتيكات وبهلوانيات سياسية ولا إعلامية".

وبيّن أنّ "أصدقاء سوريا، يُطالبون أحياناً ببعض الإجراءات، التي تكون قابلة للحوار والنقاش، ولكن الإجراءات شيء، وتجاوز المبدأ شيء آخر"، مؤكّداً أنّه "لا يمكن تجاوز المبادئ التي نبني عليها مصالحنا الوطنية".

وأضاف الرئيس الأسد أنّه إلى الآن "لم تُقدم لسوريا أية ضمانات"، لذلك "نحن نسير بشكل إيجابي، ولكن استناداً إلى مبادئ واضحة، التي تستند على مبادئ القانون الدولي والسيادة".

وفي ختام حديثه، قال الرئيس السوري إنّه "إن لم تُحقق نتائج إيجابية، فستكون النتائج سلبية، ففي هذه الحالة، إمّا أن نربح وإما أن نخسر، على المستوى المشترك نحن وتركيا والحلفاء"، أي "الكل يربح أو الكل يخسر، فلا يوجد حل وسط".

وتأتي تصريحات الرئيس الأسد في وقتٍ تتوالى التصريحات الرسمية التركية المتعلقة بمستجدات العلاقة مع سوريا على أعلى المستويات هذه الأيام.

وقد صرّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في وقتٍ سابق، بإصداره توجيهات لوزير الخارجية، هاكان فيدان، للقاء الرئيس الأسد، من أجل "بدء استعادة العلاقات بين البلدين".

وفي مؤتمر صحافي، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، "الناتو"، في العاصمة الأميركية واشنطن، كشف الرئيس التركي أنّ فيدان مخول تنظيم اجتماع بالرئيس الأسد في دولة ثالثة.

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أعلن، مساء أمس الجمعة، أنّه جرى التوصّل إلى اتفاقٍ مبدئي مع سوريا وتركيا بشأن عقد لقاءٍ يجمع مسؤولي البلدين، في العاصمة العراقية بغداد.

وقال حسين، في تصريحاتٍ من واشنطن، إنّ "هناك تواصلاً على مستوى القيادة العراقية مع الجانبين السوري والتركي، وسيتم تحديد الموعد بعد العودة إلى بغداد".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10