تحضير تركي لعملية واسعة في سورية والعراق.. ما التفاصيل..؟

رزكار جاويش - القامشلي

2024.06.28 - 09:34
Facebook Share
طباعة

نقلت قوات الاحتلال التركي تعزيزات قتالية إضافة غلى الداخل السوري، وقالت مصادر أهلية في مدينة "جرابلس"، التي تحتلها تركيا بريف حلب الشمالي، لـ وكالة أنباء آسيا: إن 60 عربة عسكرية دخلت من البوابة الحدودية واتجهت إلى نقاط التماس الواقعة إلى الغرب من مدينة "عين العرب - كوباني"، التي تعد ذات أهمية سياسية وقومية بالنسبة لـ قوات سورية الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة العدو رقم واحد في الداخل السوري.

وبحسب ما أفادت به مصادر من الحسكة والرقة فإن تعزيزات قتالية تركية وصلت إلى مدينتي "تل أبيض"، بريف الرقة الشمالي، ورأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، في وقت تتزايد فيه مخاوف "قوات سورية الديمقراطية"، من بدء الجانب التركي عملية عسكرية جديدة في الداخل السوري، وتقول مصادر كردية لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن القوات التركية نقلت تعزيزات لقواعدها في الأراضي العراقية، حيث وصلت نحو 300 دبابة ومصفحات إلى هذه القواعد ما يشير إلى أن تركيا قد تبدأ عملية عسكرية ضد "حزب العمال الكردستاني"، و "قسد"، في الوقت ذاته ما سيربك حسابات القيادات العسكرية للكردستاني التي تتخذ من "جبل قنديل"، في إقليم شمال العراق قاعدة أساسية لها.

تشير المعطيات إلى أن النظام التركي بدأ يلعب بورقتي السياسية والعسكر في الوقت ذاته، فمع تصريحات رجب طيب أردوغان لاحتمال لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد الأمر الذي يعد تلميحاً للقاء قريب الحدوث، فإن العملية العسكرية التي تريدها تركيا في شمال سورية والعراق ستربك حسابات واشنطن في المنطقة، فالتحركات التركية في مثل هذه الحال لا تصب في المصلحة الأمريكية نهائياً، إذ إن أي انفتاح بين أنقرة ودمشق على المستوى السياسي سيكون مرفوضاً من قبل الأمريكيين لكونه يعد بوابة الحلول السياسية للأزمة السورية، كما إن معركة تركية ضد الأدوات الأمريكية في سورية والعراق المتمثلة بـ "الكردستاني"، و "قسد"، ستعني بالضرورة إلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية المتمثلة باستدامة البقاء في المناطق النفطية الأساسية في الداخل السوري، وتعطيل استفادة الحكومة السورية من هذه الموارد في إعادة بناء الاقتصاد السوري.

وتقول مصادر من القامشلي لـ وكالة أنباء آسيا أن حالة من الارتباك تسري في صفوف قيادات قسد نتيجة لتضارب الاحتمالات، فالمعركة ضد تركيا ستعني بالضرورة خسارة مناطق جديدة لصالح تركيا، وإذا ما تم تهديد عين العرب، فإن الأمر سيحرج "قسد"، أمام مؤيديها من الكرد السوريين، ولا يمكن هنا للقيادات الكردية الثقة بالضمانات الأمريكية لأنها لم تنفذ سابقاً في "عفرين"، خلال العام 2018، وتل أبيض ورأس العين في تشرين الأول من العام 2019، وبالتالي فإن معرفة القيادات الكردية بأن "قسد"، هي الحلقة الأضعف في أي توافق دولي تفضي إلى إدارك أن الدخول في معركة ضد تركيا سيكون معركة خاسرة، وبالتالي لابد من البحث في خيارات "الخاسرة الأقل"، التي يمكن أن تتحملها قسد بدون أن تتأثر على المستوى السياسي.

وعلى الرغم من المخاوف الكبرى لـ قسد إلا أنها لم تنل حد الآن الموافقة الأمريكية على نقل تعزيزات إلى خطوط التماس، كما إنها لا تملك تقديرات واضحة لاحتمالات التحرك التركي في حال بدئه، والقتال على طول الشريط الحدودي بريف الحسكة الشمالي، أو على طول خطوط التماس في حلب والرقة والحسكة في الوقت ذاته، سيعني أن قسد تحتاج لضعف العدد الذي تمتلكه حالياً من العناصر، والأمر مستحيل، كما إن المصادر في مدينة القامشلي تشير هنا إلى استحالة طلب الإمداد بالقوى البشرية من "جبل قنديل"، لأن الأخير على أبواب معركة محتملة في الوقت نفسه مع تركيا.

تبقى المرحلة القادمة رهينة الاحتمالات، ومدى جدية التحركات الأمريكية لمنع القوات التركية من الذهاب نحو معركة عسكرية مفتوحة مع القوى الكردية المسلحة التي تنتشر في سورية والعراق، والتي ستكون انعكاساً للحراك السياسي لـ الأتراك في ملف التطبيع مع سورية.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10