قالت جيهان حنان، مديرة مخيم الهول الواقع في شمال شرق سوريا، أن مخيم الهول يشهد منذ 11 يناير الجاري مظاهرات بقسم المهاجرات من قبل نساء "د ا ع ش"، وقد كانت المظاهرات في البداية عبارة عن تجمعات “يكبرن” فيها لمدة ساعة، ثم تحولت في الأيام الأخيرة إلى عصيان مدني وهجوم على عناصر الأسايش اللواتي حاولن فهم مطالبهن لكن دون جدوى، لافتة الى أن المظاهرات أصبحت ليلية وقام سكان المخيم بأعمال تكسير للأبواب وتخريب والتهجم على العاملين ومراكز المنظمات: “لم يكون هناك أي تغير في الطريقة التي نعمل بها في هذا القسم، منذ 5 سنوات لا يوجد أي تغير من قبلنا أو من قبل المنظمات والعاملين حتى يتم إتخاذ موقف كهذا والقيام بعصيان ومظاهرات وتخريب”.
وترى حنان لذلك أن القصف التركي أعطى الدفع المعنوي لسكان المخيم للتمرد والاتصال مع الخارج للقيام بهذا العصيان. وأكدت أن هذا المخيم بمثابة القنبلة الموقوتة ويشكل عبءً كبيرا على الإدارة الذاتية من جميع النواحي سواءً من الناحية الأمنية أو الخدمية، ” نحن لا نمتلك أجهزة وتقنيات متطورة لحماية أمن هذا المخيم لذلك نلاحظ عمليات تهريب بشكل مستمر ونرى دخول أسلحة إلى المخيم لاعتبار مساحته وضمه لأعداد كبيرة، ما يُصعّبُ على الجهات الأمنية السيطرة الكاملة عليه.
واعتبرت أن تفكيك مخيم الهول يحتاج إلى قرارات دولية صارمة على جميع الدول التي لديها رعايا، مشيرة إلى أن استعادة هؤلاء يحتاج إلى حماية دولية للقاطنين بالمخيم، ودونها لا يرغب هؤلاء بالعودة إلى بلدانهم لأعتبارهم معرضون إلى السجن والمحاكمة والمساءلة القانونية.
وجددت التذكير بأن مخيم الهول هو الأخطر في العالم لاحتوائه على أشخاص يمتلكون ذهنية متطرفة وعقيدة وتمسك ب دا ع ش وأفكاره وهم يشكلون خطرا على العالم أجمع، مؤكدة أن المجتمع الدولي بكامله يعرف مدة خطورة مخيم الهول ومن يقطنه، لكن المعادلة صعبة جدا فالمخيم يضم 45 ألف لاجئ ونازح من 50 جنسية مختلفة ويحتاج الى جهد أكبر من المجتمع الدولي وان المطالب بتحمل مسؤولياته.
وقالت جيهان حنان، إن الوضع الأمني بات أثر تعقيدا في هذه المرحلة بعد الهجمات التركية وضبط المخيم وبات ضبط أمنه أمرا صعبا.
ولفتت الى أن المظاهرات الأخيرة من قبل نساء د ا ع ش كانت أكبر دليل على التمسك بعقيدة التنظيم. وأكدت على مطالب الإدارة الذاتية للعراق بالعمل على استعادة رعاياه من المخيم.
وفي 5 كانون الثاني/ يناير اعتقل عناصر دورية عسكرية تابعة لقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، 3 سيدات وبرفقتهم طفلين من عوائل تنظيم “دا ع ش”، أثناء محاولتهم الفرار من مخيم الهول الواقع في أقصى جنوب شرق الحسكة، حيث تتكرر حوادث الهروب بين الحين والآخر. وتشتبه أجهزة الأمن في أن تلك النساء، يلعبن دور الوسيط مع خلايا نائمة للتنظيم خارج المخيم في عمليات التهريب وتقديم يد العون لعوائل مسلحي التنظيم المتطرف.
وفي وقت سابق، قتل متزعم خلية تابعة لتنظيم “د ا ع ش” وزوجته، في عملية أمنية مشتركة بين قوات “التحالف الدولي” ووحدات خاصة تابعة لقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، في القطاع الخامس داخل مخيم الهول الواقع في أقصى جنوب شرقي الحسكة.
ووفقا للمعلومات، فإن العملية استهدفت متزعم خلية تابعة لـ “التنظيم” داخل مخيم الهول، ويطلق علية لقب “أمير” ويعرف باسم ” أبو معاوية الراقي”، وخلال مقاومته القوات المداهمة جرى تبادل إطلاق النار بين الطرفين. ويشار إلى أن المتزعم وزوجته كانا يخططان لتنفيذ عمليات ضد القوات العسكرية في مخيم الهول، حيث عثر بحوزتهما على الأسلحة ومخازن وأجهزة خليوية.