الصفيح الساخن في المنطقة يساهم في إنضاج "طبخة الرئاسة"

مايا عدنان شعيب/ وكالة أنباء آسيا

2024.01.18 - 02:30
Facebook Share
طباعة

انتعشت الحركة الدبلوماسية في لبنان بعد استعادة اللجنة الخماسية لنشاطها في تحريك الملف الرئاسي، وبرز هذه المرة الدور الفاعل للمملكة العربية السعودية عبر سفيرها في لبنان وليد البخاري الذي قام منذ عودته إلى بيروت بمجموعة من الاتصالات مع مرجعيات سياسية وروحية توازيًا مع الدور القطري المتواصل في بيروت وتشير المعلومات إلى أن هناك تحضيرات تجري على قدم وساق من أجل تحديد الموعد للجنة الخماسية وقد يكون في الأسبوعَين القادميَن، فهل يُنجز انتخاب رئيس الجمهورية هذه المرة كما جرت العادة في لبنان منذ الاستقلال بتسوياتٍ إقليمية ودولية؟

 

يرى المراقبون والمتابعون أنّ ثمة توجه دولي وتحديدًا من مثلث واشنطن- باريس- الرياض من أجل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وقد أكد السفير السعودي للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن المملكة تؤيد انتخاب الرئيس المسيحي الماروني الوطني العربي لجملة اعتبارات تفرضها هذه المرحلة الحساسة في المنطقة برمّتها دون الدخول في الأسماء والمواصفات.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه على الساحة السياسية الداخلية ما هو سبب تحريك اللجنة الخماسية وعودة السفير السعودي بهذا الوقت والإصرار على انتخاب رئيس للجمهورية؟


بحسب معلومات صحفية حصلت عليها وكالتنا فإن ذلك التحرك للجنة الخماسية يعود إلى أن لبنان مقبل على مرحلة مفصلية صعبة لما تشهده الجبهة الجنوبية على الحدود مع فلسطين المحتلة من تصاعدٍ للعمليات العسكرية و كسرٍ لقواعد الاشتباك بعد عملية اغتيال العاروري وتجاوُز العدو الاسرائيلي في اعتداءاته لحدود قرى جنوبي الليطاني وانتهاكاته الجوية المستمرة حيث وصلت طائراته المحاربة إلى سماء العاصمة بيروت، فالمرحلة إذن بحاجة ماسة إلى رئيس للجمهورية يتابع تلك التطورات ويواكب أحداثَ المنطقةِ القادمةِ على تسوية ولبنان جزء لا يتجزء منها، فثمة خط بياني من لبنان إلى سوريا وفلسطين والعراق وصولًا إلى اليمن.


ويرجح المراقبون تحرّك اللجنة الخماسية على هذه الخلفية وهناك معلومات عن عودتها بأجندة جديدة، أي أنّها لا تحمل أسماء بل تعمل على ضرورة انتخاب رئيس بأقرب وقت ممكن، وعلى ما يبدو أن كلمة السر باتت بأيدي البعض وما صرّح به منذ أيام رئيس المجلس النيابي نبيه برّي دليل على تلقي إشارة ما في موضوع الملف الرئاسي، في خضم ذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها والأبرز في هذه المرحلة الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وهناك سلسلة لقاءات ستحصل في الأيام القادمة مع المسؤولين اللبنانيين ثم يتوجه بعدها السفير السعودي إلى المملكة السعودية للمشاركة في لقاء اللجنة الخماسية مع المستشار في الديوان الملكي.


أمّا عن زيارة لورديان المرتقبة في شهر شباط / فبراير القادم فيرى مراقبون أنها تدور أيضًا في فلك المساعي الدولية لحل أزمة انتخاب رئيس للجهورية اللبنانية ويبدو أن تلك العودة مرهونة بالاتصالات التي سيجريها الأخير، وهي تصبّ أيضًا في جهود اللجنة الخماسية لانتخاب الرئيس خلال فترة قصيرة قد يكون حدها الأقصى ثلاثة أشهر لما لذلك من أهمية بحسب مطلعين لأن الأوضاع الميدانية في المنطقة تتسع وتتفاقم، وعلى الصعيد الداخلي لا بد من جهودٍ لملء الفراغ الرئاسي خشيةً من أن تصحّ مقولات البعض ممن يتهامسون الكلام السياسي في المجالس أن يكون الرئيس ميشال عون آخر رئيس للجمهورية!


أما عن الدور القطري في الملف الرئاسي فالموفد القطري أبو فهد جاسم يتواجد في لبنان بشكل دائم ويلتقي المسؤولين للتداول في ملف الرئاسة، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على التنسيق من قبل أعضاء اللجنة الخماسية للقيام بدورهم في دفع الانتخابات الرئاسية في لبنان بعد أن كان هناك تباينًا مع الدور الفرنسي إذ انحازت باريس لفريق معين في المرحلة الماضية، ووصلت اللجنة بعد اجتماعات ولقاءات متعددة لأعضائها إلى الإجماع على صيغة مشتركة حول انتخاب رئيسٍ للجمهورية اللبنانية، ولا يمكن تجاوز انعكاس علاقات قطر الإقليمية لاسيما مع إيران وتسرّبت معلومات أن الموفد القطري قد يكون قد زار طهران أو بصدد هذه الزيارة، نظرًا للعلاقة الايدولوجية التي تربط إيران بحزب ال له وباعتبارها داعمًا له، وقد يكون لها دور مساهم ومساعد في هذا الملف، ويكمن العامل المساعد أيضًا لتحرك اللجنة الخماسية في عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وتحسن العلاقات بين الدولتين ما يعني أن كلّ الأمور متفق عليها إقليميًا ودوليًا ويبقى الإجماع الداخلي هو بيت القصيد إلا أنّ التجارب السابقة للبنان في انتخاب رئيس الجمهورية أثبتت أن الرئيس العتيد لا يأتي بتوافق داخلي فقط بل وفق تسويات إقليمية ودولية ربما تكون هي من يحمل كلمة السرً هذه المرة أيضًا! 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6