"حرب الدعاية" الخليّة التي نشطت عالميًا في حرب غزة

مايا شعيب

2024.01.05 - 12:19
Facebook Share
طباعة

مارس الكيان الاسرائيلي التضليل منذ عقود وذلك ضمن سياسة متعمّدة ومدروسة نسج خلالها "شبكة أخطبوطية" من العملاء والمتآمرين في أصقاع الدول والبلاد لتمرير مشروعه الاستيطاني واحتلال فلسطين لإقامة الدولة الصهيونية من النهر إلى البحر؟


يتحدث المؤرخون عن دور الصهيونية في نشأة "الساينيم"، فكلمة "سايان" العبرية مفرد "ساينيم" التي تعني المُساعد وتطلق هنا على اليهودي الذي يحب الكيان الاسرائيلي ويتعاطف معه فيتعاون مع الموساد من باب الوازع الديني ولاسيما الوازع القومي، وذلك عن طريق التجسس او الدعاية او التضليل الاعلامي وغيرها، وهم يتوزعون على جميع طبقات مجتمعاتهم المحلية ويخترقون بذلك كل المجالات الحكومية والبرلمانية والاعلامية، والخطير في الأمر أنه ليس بالأمر الصعب على الموساد العثور على "الساينيم" لتجنيده، فمن بينهم أعضاء في المنظمة الماسونية اليهودية التي تضم حوالي خمسة آلاف عضو حول العالم، جميعهم من الطبقة البرجوازية المتوسطة حتى أعلى مستويات المجتمع والمؤيدون بشكلٍ أعمى للكيان الاسرائيلي، ويشكل هؤلاء حاليًا نحو خمسين ألفًا في العالم من ثلاثة الى أربعة آلاف في فرنسا، ثلاثة الاف في لندن، ومن عشرة إلى خمسة عشر ألفًا في الولايات المتحدة الاميركية يتمركزون في نيويورك من أجل المالية ولوس انجلس من اجل الاعلام والتلفزيون وغيرها…

 

ويرى بعض الباحثين المتعمقين في دراسة نشأة الصهيونية العالمية أن "السيانيم" هو اختراع مذهل لأن هؤلاء يتواجدون في مختلف المجالات ويعيشون حياتهم الطبيعية داخل المجتمعات وينتمون الى مختلف شرائحها ويتولون مناصب رسمية في وسائل الاعلام والبلديات والجيش ما يعني أنهم يهود يحتلون مناصب مهمة ومهمتهم الرئيسية مساعدة الموساد في مجال أعمالهم عبر نقل المعلومات من مرافق الدول المتواجدين فيها وإعداد "قوائم سوداء" تخدم العدو في تعقب وملاحقة من يصنّفهم ب "الارهابيين "، ويتتبعون هؤلاء، وإن اقتضت الحاجة لينالوا منهم يقومون بذلك دون رادع، فهم يسيطرون على الإعلام ويعملون جاهدين على تضليل الرأي لكسب تعاطف المجتمع الدولي، إذ لديهم خلية تابعة للموساد مباشرة اسمها "حرب الدعاية".


وقد لعبت هذه الخلية مؤخرًا في حرب غزة دورًا بارز ًا في تضليل الرأي العالمي وإظهار الكيان الصهيوني بمظهر الضحية التي تعرضت للهجوم في السابع من اكتوبر وحاولت تشتيت الأنظار عن مشاهد الدمار والقتل والمذابح والإبادة الجماعية في القطاع وتصويب الرأي العالمي إلى الانشغال بمفاوضات لإطلاق بعض الأسرى والرهائن لهم من قبضة الم قا ومة ال سلا مية "ح م ا س"، والترويج لمشاهد القصف من داخل مستوطناتهم، كما ينعت "السيانيم" كل من يعبر عن آراء غير مرضية للكيان الصهيوني في كا يتعلق بصراعها مع الفلسطينيين وينتقد سياسيات العدو بالمعادي للسامية.


واستفادت من نفوذ الموساد في دول الغرب لقمع ومعاقبة المتظاهرين الذين خرجوا لنصرة الفلسطينيين والمطالبين بوقف المجازر في غزة، إلا أن الحس الانساني لدى الشعوب وفضح أكاذيب العدو ومن يسانده في إجرامه على غزة عبر وسائل الاعلام العالمية بما فيها الغربية إضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي من كل حدب وصوب و بمختلف اللغات قد أفشل مهمة هؤلاء وفضح تواطؤ حكام العرب مع العدو الصهيوني وعرى سوء إعلامهم المضلل والدليل على ذلك المظاهرات التي خرجت فيها الشعوب في دول الغرب داعمة لفلسطين رغم تهديد حكوماتهم بالاعتقال والوعيد بالسجن حتى في حق طلبة المدارس والجامعات.وقد بدا ذلك من خلال تصاعد أعداد وأحجام المظاهرات الحاشدة في عواصم بلدانهم وكبريات مدنهم، مما اضطرهم الى التخفيف من لهجتهم الهجومية باحثين بلهجة ديبلوماسية عن الأزمة التي تورطوا بها! 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2