على الصعيد الداخلي لكيان العدو الصهيوني توقعت الجهات السياسية والأمنية أن يكون الرد من طرف حزب ال له، وتوجهت الأنظار إلى الجبهة الشمالية معلنة رفع حالة التأهب والجهوزية القصوى لأي رد محتمل ونُقل عن رئيس شعبة الاستخبارات السابق أن قيام "اسرائيل" هذه العملية الدقيقة يجعلها متحضرة مسبقًا لأي رد عليها و قد عقد نتنياهو ليل أمس اجتماعًا مع رئيسي الشاباك والموساد تلاه اجتماع لمجلس الحرب المصغّر وتحول الاجتماع الى دراسة تداعيات اغتيال العاروري ورفع الجاهزية القصوى للرد على احتمال اطلاق الصواريخ البعيدة المدى من قبل حزب الل له، وقد أظهرت ردود الأفعال الاسرائيلية سواء عبر تصريحات الاعلاميين او المحللين الذين باركوا هذه العملية وأبدوا رضاهم ووجدوا فيها إنجازًا عسكريًا وأمنيًا بعد أكبر عملية اخفاق أمني واستخباراتي في السابع من أكتوبر وقد أثنى أحد أعضاء الكنيست من حزب الليكود الحاكم داني دانون بتصريح نشره مباشرة بعد عملية الاغتيال يبارك فيه للأجهزة الأمنية والجيش والشاباك والموساد بنجاح المهمة، تعقيبًا على ذلك أصدر مكتب نتنياهو توجيهات وتعليمات لكافة الوزراء والنواب في الكنيست بعدم الإدلاء بأي تصريحات أو إجراء لقاءات صحفية كي لا يُنسب "لاسرائيل"بأنها تعلن بشكل علني او رسمي مسؤوليتها عن هذه العملية.
أما عن رد حزب الل له الذي يعدّ مستهدفًا رئيسيًا في هذه العملية التي اخترق فيها العدو معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، فقد جاء رد الحزب الرسمي من خلال بيانٍ رسمي صدر بعد وقتٍ قليل من عملية الاغتيال جاء فيه أنّ الحزب سيقوم بالرد المناسب على هذه الجريمة التي انتهك فيها العدو الخطوط الحمراء خاصة أن الحزب كان قد حذّر مرارًا من أنه لن يسمح بأن يكون لبنان مسرحًا لعمليات الاغتيال وقد اعتبر في بيانه أن عملية اغتيال العاروري تطورًا خطيرًا في مسار الحرب وأنها لن تمر دون ردّ وعقاب، وصرَح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن هذا الاعتداء جريمة جديدة تضاف الى جرائم اسرائيل وهي تضع لبنان أمام مواجهات جديدة، وأصدر مجلس المطارنة الموارنة بيانًا له صباح اليوم الاربعاء اعرب فيه عن تخوفه من التصعيد الميداني جنوب لبنان والذي وصل الى الضاحية الجنوبية لبيروت.
أما في الداخل الفلسطيني فقد شهدت الضفة الغربية لاسيما بلدة عارورة قضاء مدينة رام الله مسقط رأس صالح العاروري، شهدت حالة من الغضب والغليان الشعبي عقب عملية الاغتيال وخرج الأهالي في مسيرات ومظاهرات غاضبة تندد بالاحتلال وتطالب بالرد القاسي والحاسم على اغتيال العاروري وقامت قوات الاحتلال لاحقًا بهدم منزله بعد أن علق ضابط المخابرات الصهيونية يافطة على ركامه كتب عليها بأن هذا المكان أصبح لجهات المخابرات الاسرائيلية وقر لضابط مخابرات المنطقة، وأعلنت كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح ضرورة الرد على عملية الاغتيال في كافة الاراضي المحتلة، وقد أكدت مختلف الفصائل أن العاروري خسارة وطنية لجميع أطياف الشعب الفلسطيني وهو رجل الوحدة والحوار الوطني، وأعلنت هذه الفصائل الاضراب العام حدادًا على العاروري، كما أعلنت حركة الج هاد الاسلا مي في بيان أن عملية الاغتيال محاولة للاحتلال لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها الى الحرب.
صحيفة نيويورك تايمز توقعت أن الاغتيال سوف يعرقل عملية المفاوضات بين ح م ا س والعدو الاسرائيلي وذلك بعد أن أبلغت ح م ا س تجميد المفاوضات بعد عملية الاغتيال لاسيما أن العاروري كان له دور في المحادثات وكان على موعد الاسبوع المقبل مع الوسطاء.
وقد أعلنت هيئة البث الاسرائيلية اليوم أن مصر أبلغت تل أبيب بتجميد دورها كوسيط بعد اغتيال صالح العاروري.
أمّا المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة فقد صرحت أن التطورات مثيرة للقلق ويجب حثّ جميع الأطراف على ضبط النفس.
واعتبرت ايران أن اغتيال العاروري سوف يزيد دون شك الدافع لقتال "إسرائيل".