شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرق سورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” خلال العام 2023 جملة من الاضطرابات الأمنية والأحداث التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق.
حيث شهدت المنطقة أزمات كبيرة وعديدة في الخدمات كنقص المياه والكهرباء والخبز واحتجاجات بسبب التعليم، إضافة إلى محاربة الفساد الذي استشرى بين موظفي الإدارة الذاتية، ما دفع الكثير من مواطني المنطقة للاحتجاج ضد الإدارة الذاتية لأسباب معيشية وللمطالبة بحقوقهم منها باعتبارها الجهة الحاكمة في المنطقة، فضلاً عن تصعيد تركي كبير جداً وعمليات اعتقال واختطاف ونشاط كبير للتنظيم وخلايا.
وقتل 737 شخص في أعمال عنف ضمن مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” خلال العام 2023، وتوزعت الخسائر البشرية بين مدنيين وعسكريين من قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية الأخرى العاملة في المنطقة كقوى الأمن الداخلي وقوات الدفاع الذاتي والمجالس العسكرية، بالإضافة لقوات الجيش السوري والقوات الموالية لها وعناصر وقيادات وخلايا تنظيم “د ا ع ش” ومسلحين آخرين ومجهولي الهوية.
وجاءت التفاصيل على النحو الآتي:
334 مدني، هم: 67 طفل وطفلة و37 مواطنة و230 رجل وشاب توزعت ظروف مقتلهم على النحو التالي:
94 بينهم 10 أطفال و14 سيدة بجرائم قتل
83 بينهم 7 أطفال و4 سيدات باقتتالات عشائرية وعائلية
39 بينهم 24 طفل و7 سيدات بمخلفات حرب
26 على يد تنظيم “د ا ع ش”
23 بينهم 8 أطفال و4 مواطنات على يد قسد
27 بينهم طفلين و5 مواطنات بمسيّرات تركية
17 بينهم 9 أطفال برصاص طائش
9 بينهم 4 أطفال وسيدتين بقصف بري تركي
7 بقصف من قوات العشائر
4 بينهم طفلان بانفجارات
– رجل وسيدة على يد الفصائل
– رجل بقصف حربي تركي
– طفل على يد الجندرما التركية
– رجل بظروف مجهولة
279 من التشكيلات العسكرية العاملة في المنطقة، هم:
89 على يد تنظيم “د ا ع ش”
67 باستهدافات جوية من قبل “مسيّرات تركية”
53 باشتباكات مع قوات العشائر
30 باستهدافات جوية من قبل مقاتلات تركية
21 بتفجيرات
12 بقصف بري تركي
3 على يد الفصائل الموالية لأنقرة
3 بقصف للجيش السوري
1 باشتباكات مع الفيلق الخامس الموالي لروسيا
19من تنظيم “الدولة الإسلامية” على يد قسد والتحالف
5 من الجيش السوري، هم:
3 باستهداف من قبل “مسيّرة تركية”
2 على يد الفصائل
99من قوات العشائر باشتباكات مع قسد
شخص مجهول الهوية على يد تنظيم “د ا ع ش”
وشهد القسم الثاني من العام 2023 توتراً كبيراً بين قوات مجلس دير الزور العسكري الذي يقوده أبو خولة من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية من طرف آخر، على خلفية مقتل عنصر من الأول على يد الأخير في أواخر شهر تموز، وعليه طالب طالب قائد مجلس دير الزور العسكري بتسجيل صوتي من القوات العسكرية بالاستنفار وقطع الطرق أمام التعزيزات العسكرية التي تتبع لـ”قسد” المتجهة إلى بلدة الصور ومحيطها.
وشهدت الأيام الأخيرة من شهر آب حرب دامية بين قوات عشائرية من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية من طرف آخر، وبدأت شرارة هذه الحرب بتاريخ 27 آب حين اعتقلت قسد قائد مجلس دير الزور العسكري المعروف باسم أبو خولة باستراحة الوزير في الحسكة، بالإضافة لاعتقال قيادات من المجلس المنضوي في صفوف قسد، وعلى إيرها طالب القيادي في مجلس دير الزور العسكري، جلال الخبيل، التحالف الدولي بالتدخل، ودعا أبناء عشيرة العكيدات التي ينتمي لها، بالتحرك الفوري لمحاصرة مقرات “قسد” والضغط عليها للإفراج عن “أبو خولة” والمجموعة المحاصرة في الحسكة.
وسيطرت قوات العشائر على بلدات وقرى بريف دير الزور قبل أن تعود قسد وتستعيد السيطرة عليها من جديد واستمرت الاستهدافات والاشتباكات بوتيرة متقطعة حتى نهاية العام 2023، وأسفرت الاشتباكات منذ بدئها عن مقتل 99 من قوات العشائر، و53 من قسد، بالإضافة لعشرات القتلى والجرحى من المدنيين بالرصاص العشوائي على خلفية تلك الاشتباكات.
على صعيد آخر، ارتفع معدل الجريمة بشكل واضح ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال العام 2023 عن سابقه خلال العام 2022، حيث وقعت 84 جريمة قتل بشكل متعمد بعضها ناجم عن عنف أسري أو بدوافع السرقة وأخرى ماتزال أسبابها ودوافعها مجهولة، راح ضحية تلك الجرائم 94 شخص بينهم 14 سيدات و10 أطفال.
وفي ظل تفشي الفلتان الأمني والفوضى مع عدم تمكن القوى العسكرية من ضبط الأمن والأمان، لاسيما مع الانتشار الكبير للسلاح، تتواصل حالات الاقتتال العائلية والعشائرية ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، حيث تم توثيق 125 اقتتال مسلح لأسباب متنوعة ومختلفة خلال العام 2023، أسفرت عن مقتل 83 شخص بينهم 7 أطفال و4 سيدات، وإصابة 159 بينهم 8 سيدات و5 أطفال.
كما واصل تنظيم “د ا ع ش” عملياته في مناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية”، عبر هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام في مختلف مناطق قسد، وتقابل قسد عمليات التنظيم بحملات أمنية بشكل دوري تقوم بها برفقة التحالف وتطال خلايا التنظيم ومتهمين بالتعامل معه، لكن جميع تلك الحملات لم تأتي بأي جديد يحمل معه الأمن والاستقرار في تلك المناطق. ووقع خلال العام 2023، أكثر من 165 عملية قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” ضمن كل من دير الزور والحسكة وحلب والرقة، تمت تلك العمليات عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات. وبلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 120 قتيلا، هم: 26 مدنيين و89 من قوات سوريا الديمقراطية ومن قوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية، وشخص مجهول الهوية، و4 عناصر من “التنظيم”.
كما شهدت مناطق متفرقة خاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية شمال وشمال شرق سورية، تصعيد تركي مستمر عبر قصف شبه يومي يطال مناطق متفرقة في أرياف حلب والحسكة والرقة، هذا التصعيد يتمثل باستهدافات برية من قبل المدفعية التركية ورصاص القوات التركية، واستهدافات جوية تنفذها أغلب الأحيان طائرات مسيّرة تركية وبدرجة أقل طائرات حربية تركية، في ظل الحديث المتواصل عن عملية عسكرية تركية قد تشهدها المنطقة بأي لحظة. ووثق مقتل 37 مدني بينهم 6 أطفال و7 نساء، بالإضافة لمقتل 109 من العسكريين، و3 من الجيش السوري، على خلفية التصعيد التركي على مناطق الإدارة الذاتية خلال العام 2023.
في حين لاتزال ممارسات “الشبيبة الثورية” واستمرارها في استقطاب القاصرين وضمهم لمعسكراتها، من أبرز الملفات في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، في انتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فرغم مطالبات الأهالي بإيقاف عمليات استغلال الأطفال وتجنيدهم لحمل السلاح، استمرت الشبيبة بتجنيد الأطفال خلال العام 2023، حيث تم رصد 16 حالة اختطاف لأطفال دون سن 18 ضمن مناطق الإدارة الذاتية على يد ما يعرف بالشبيبة الثورية.