على اثر الاعتداء الجبان الذي نفذه العدوان الاسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت وما تبعه من مواقف تكرس المعادلة الذهبية "جيش شعب ومقا ومة"، حيث أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أن هذا الاعتداء يضع لبنان أمام مواجهات جديدة إن دل على شيء إنما يدل على حتمية مواجهة العدو والتصدي لاعتداءاته بمختلف أشكالها، فتجرؤ العدو على توسيع رقعة اعتداءاته وخرق قواعد الاشتباك التي كانت لاتزال تقتصر على منطقة الجنوب اللبناني وجنوب الليطاني تحديدًا، يعيد إلى الواجهة التحذيرات التي أطلقتها الم قاومة بأن كل استهداف وعدوان سوف يقابَل بردٍ قاسٍ وموجع للعدو، تلك التطورات تضع الوضع الأمني الداخلي في لبنان أمام استحقاق وتصعيد خطير ويكشف نوايا العدو الصهيوني الذي يضرب عرض الحائط النظم والقوانين الدولية ويكرس الم قاومة من جديد على أنها الحل الوحيد لرد العدوان وردع إجرامه، إنّ صمود الشعب والتفافه حول مقاومته وإصراره على حماية ظهرها لن تمنعه الاغتيالات ولا العدوان من مواجهة تلك الاعتداءات والرد عليها بالتأكيد على التشبث بخيار الم قاومة، لقد قامت اسرائيل مسبقًا بتدمير الضاحية والبنى التحتية في لبنان في حرب تموز 2006 واغتالت العديد من قيادات الم قاومة في عمق بيروت والمناطق الأخرى إلا أن ذلك لم يزد من شعبها إلا تمسكًا بها والتفافًا حولها وفي كل استحقاق أثبتت شرعيتها في مواجهة الاحتلال واعتداءاته قي سبيل حماية المواطنين وتحرير الأراضي وحفظ السيادة للدولة اللبنانية، إن هذا الاغتيال يعد منعطفًا جديدًا في عمليات الم قاومة الاس لامية التي تستعد دائمًا للردّ على هكذا اعتداءات سافرة، لكن السؤال حول كيفية وتوقيت هذا الرد يظل رهنًا للقيادة العسكرية في الم قاومة، هنا نستحضر التحذيرات التي كان حز ب ال له قد أطلقها في أكثر من مناسبة و على لسان مسؤوليه من أن أي توسيع في رقعة الاعتداءات سوف يجعل الكيان الصهيوني تحت مرمى نيران الم قاومة التي تملك بنكَ أهدافٍ، إذ أن هذا الاغتيال برمزيته المزدوجة هو رسالة للمق اومة في لبنان وفلسطين من حيث الطريقة والمكان والهدف، والعدو في ذلك يفتح معركة أمنية مع محور المقا ومة في المنطقة رغمًا عن حلفائه الأمريكيين الذين أبدوا رغبتهم مؤخرًا عبر جولات مسؤوليهم في حصر الحرب في فلسطين وإبعاد لبنان عن نيرانها، وفي هذا يجرّ الإدارة الأميركية إلى مواجهة عنيفة مع محور المقا ومة في المنطقة بأسرها.
يتوقع المراقبون أن الرد سيكون من جنوب لبنان إلا أن التصريح او التلميح عنه سيكون في كلمة الامين العام لحزب ال له غدًا، والاحتمالات ستكون مفتوحة، حيث يسود مناطق المواجهات جنوبًا هذا المساء الهدوء الحذر الذي يشبه هدوء ما قبل العاصفة وقد بدأ العدو بوضع احتمالات للرد جاء منها على لسان مسؤول اسرائيلي كبير عقب اغتيال العاروري أن الكيان الصهيوني يستعد لردّ كبيرٍ للغاية قد يشمل إطلاق حزب ال له صواريخ طويلة المدى، وهو الأمر الذي لوّحت به المقا ومة سابقًا على لسان أمينها العام أنها لن تسمح بأن يكون لبنان مسرحًا لعمليات اغتيال واعتداءات العدو.
الردّ المحسوم يقلق حتمًا الكيان الصهيوني الذي استدعى حكومته المصغرة للاجتماع لساعتين بعد عملية اغتيال العاروري ولن تغيب تهديدات المقاو مة عن طاولة الاجتماع، والصواريخ الذكية والطويلة الأمد ستكون أبرز الهواجس!