شرعي “تحرير الشام” يكشف عن خبايا في قضية “زكور” و”القحطاني” ويهاجم الأمريكيين

اعداد سامر الخطيب

2023.12.24 - 11:16
Facebook Share
طباعة

 رد رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “تحـ ـرير الشام”، عبد الرحيم عطون، والذي رد على قضايا انتهاكات كشف عنها القيادي المنشق عن الفصيل جهاد عيسى الشيخ “أبو أحمد زكور”، حاملًا معه تفاصيل إضافية عن طبيعة الخلاف.
وأعلن “أبو أحمد زكور” خروجه من “الهيئة” تنظيميًا وسياسيًا في 14 من كانون الأول الحالي، وتبرأ من أفعال الفصيل، في حين قالت “تحرير الشام” إنها عزلته لسوء استخدام منصبه ومخالفته السياسة العامة. ودهمت عناصر تابعة لـ”تحرير الشام” مقرًا لـ”أبو أحمد زكور” حيث يقيم بمدينة اعزاز شمالي حلب، واعتقلته بعد اشتباكات وأصابوا شقيقه قتيبة، في 19 من كانون الأول.
وقال قريب “أبو أحمد زكور” إن المخابرات التركية مع “الشرطة العسكرية” في عفرين تدخلت خلال اقتياده إلى إدلب، وأنزلته وهو في “مكان آمن” حاليًا، بينما نفى مصدر من “الشرطة العسكرية” علاقة الأخيرة بذلك، وذكر أنها مسؤولة عن الملف العسكري فقط.
بعد الحادثة، توجه “أبو أحمد زكور” بشكر لـ”الأخوة” الأتراك و”الأخوة” في “الجيش الحر” (في إشارة إلى الوطني)، وفق صوتيات متداولة له.
وبعد يوم من محاولة اعتقاله، وعبر صوتيات متداولة، كشف “أبو أحمد زكور” عن أربعة ملفات وقضايا نفذها قائد “تحـ ـرير الشام” أحمد الشرع الملقب بـ “الجولاني” ومرتبط بها، هي:
- تفجير قرب معبر “أطمة” لحدودي مع تركيا عام 2016، وأسفر عن مقتل 50 شخصًا من “الجيش الحر” والمدنيين.
- استهداف بالمفخخات لمقاتلين ضمن “حركة نور الدين الزنكي” بريف حلب عام 2017، وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 عنصرًا.
- مبايعة وتعاون فصيلين من “الجيش الوطني” مع “الهيئة” هما “تجمع الشهباء” و”الجبهة الشامية”.
- التعامل مع جهات خارجية مقابل ثمن وفتح السجون للاستخبارات البريطانية والأمريكية.

وفي 20 من كانون الأول، رد الشرعي عبد الرحيم عطون على القضايا التي تحدث عنها “أبو أحمد زكور”، وقال إن “الهيئة” بريئة مما نُسب إليها من تفجير العربات المفخخة.
وأضاف أن الخلاف مع جهاد عيسى الشيخ ليس خلاف “سلطة وكرسي” كما يروّج، إنما بقضايا فساد مالي واضح، ومن شبهات أمنية لا يمكن إغفالها، في قضية “خلايا الاختراق لصالح بعض الدول” لا يزال التحقيق فيها جاريًا.
وذكر عطون أنه “لا كبير عندنا أمام المساءلة والمحاسبة والقضاء”، وأن قيادات الصف الأول، فضلًا عن غيرهم، كلهم مسؤولون عن تجاوزاتهم، وذلك لا يشفع لهم في ألا يحاسبوا.
واعتبر الشرعي أنه لو صح ما ذكره “أبو أحمد زكور” من الجرائم التي نسبها لـ”الهيئة زورًا وكذبًا”، فهذا حجة عليه لا له، “فكيف يرى ذلك ويعلمه ثم يستمر في البقاء معنا، لا جنديًا فحسب، بل قياديًا!”، حسب قوله.
ولفت عطون إلى أن “أبو أحمد زكور” لم ينسجم مع طبيعة التغيرات الهيكلية والمؤسسية التي حدثت في بنية “مشروع الهيئة”، حين اتجه الفصيل نحو المأسسة وإعادة الهيكلة، بشكل تنظيمي يخالف ما كنا عليه قبلًا، وهو أمر الذي لم تتقبله نفسه.
“هذا الأمر أحدث في نفس (أبو أحمد زكور) شعورًا بالتهميش، لا لأننا تعمدنا ذلك، بل لأن طبيعة العمل اتجهت نحو التخصص، بشكل يخالف ما كان معهودًا في السابق”، أضاف عطون.
وحمل رد الشرعي عطون على صوتيات “أبو أحمد زكور” المتداولة، رواية مختلفة عن “الهيئة” حين جمّدت صلاحيات الرجل الثاني في الفصيل “أبو ماريا القحطاني” في آب الماضي.
وقال عطون إنه بعد اعتقال “أبو ماريا”، في سياق التحقيقات في قضية “خلايا الاختراق لصالح بعض الدول” تبين ضلوع “القحطاني” في العديد من قضايا الفساد والابتزاز المالي لعدد من التجار في المنطقة.
هذه الرواية مغايرة لما جاء في بيان “تحرير الشام”، إذ قالت في بيان إنها جمّدت صلاحيات ومهام “القحطاني” بعد استدعائه لورود اسمه في بعض التحقيقات، وذكرت أنها ساءلته بكل “شفافية ووضوح” تقديرًا منها لدرء الشبهات وإزالة اللبس. وذكر البيان أنه تبين للجنة التحقيق أن “القحطاني” أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل، وفق قولها.
وفي حديث آخر، هاجم رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “هيئة تحرير الشام” عبد الرحيم عطون، الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أنها “عدو للأمة الإسلامية ولأهل السنة”، في خطاب ابتعد عنه الفصيل منذ سنوات.
واعتبر عطون أن العداوة للمشروع الإيراني والمنسجمين معه، لا تجيز بحال، الاصطفاف إلى جانب الحلف الأمريكي، أو التخندق تحته، عبر منشور له عبر “تلجرام“، في 20 من كانون الأول الحالي.
وقال إن أمريكا تدافع عن الكيان الصهيوني، وهو “عدو أمة الإسلام اللدود”، لا عدو فلسطين أو غزة وحدها، وإن “الأهالي والمجاهدين” في غزة، هم رأس حربة أهل الإسلام، في المعركة الدائرة حاليًا على أرض فلسطين.
واعتبر عطون أن عداوة المشروع لا تجيز الاصطفاف تحت المظلة الراعية للكيان الذي يقصف في غزة، منذ أكثر من 70 يومًا.
حديث عطون عن عداوة أمريكا لم يكن مألوفًا من شرعي الفصيل، على الأقل منذ 2019، حين بدأت “الهيئة” بمسار التقرب والانفتاح مع الدول الغربية، ورغبتها بإقامة علاقات معها.
وسبق لرجل الدين البارز في “تحرير الشام”، أن دعا إلى تطبيع العلاقات مع الدول الغربية، خلال حديثه لصحيفة “Le Temps” السويسرية الناطقة بالفرنسية في 3 من أيلول 2020.
وتحدث عطون عن ضرورة تطبيع العلاقات بين الأهالي في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” بمحافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، والدول الأجنبية.
وأضاف، “نعمل حاليًا على تلميع صورتنا، والهدف ليس تجميل الواقع بل إظهاره كما هو”، وأكد للصحيفة أن “هيئة تحرير الشام تريد الخروج من القائمة السوداء للإرهاب، وعندها فقط ستتعافى المنطقة”.
وبرر عطون تطبيع العلاقات بين “الهيئة” والغرب بالقول إن المنطقة بحاجة إلى مساعدة دولية لإعادة الإعمار.
وفي شباط 2020، ذكر قائد الفصيل “الجولاني” تخليه عن طموحاته العابرة للحدود، وتركيزه فقط على حكم المنطقة الواقعة تحت سيطرته، خلال مقابلة صحفية مع “Crisis Group” (مجموعة الأزمات الدولية).

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7