ريف دير الزور: يشهد اضطرابات أمنية مستمرة بين قوات العشائر وقوات "قسد"

سامر الخطيب -آسيا

2023.12.12 - 10:49
Facebook Share
طباعة

يشهد ريف دير الزور اضطرابات واشتباكات بين مسلحين من العشائر و"قوات سوريا الديمقراطية"، المتهمة بتهميش وإقصاء العرب في المنطقة عن مفاصل القرار الإداري والأمني والعسكري لصالح قياديين أكراد، إذ لم تنته اضطرابات المحافظة منذ إقالة قائد مجلسها العسكري أحمد الخبيل الملقب بـ "أبو خولة" قبل أشهر.

 

وخلال الأسبوع الفائت، قتل القيادي العسكري والأمني في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شيروان حسن المعروف باسمه الحركي (روني ولات) بتفجير عبوة بسيارته الخاصة بعد دقائق من انتهاء اجتماع له في القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل العمر النفطي شرق دير الزور.

 

ورغم عدم كشف ملابسات الحادث من قبل قوات الأمن الداخلي “أسايش” التابعة لـ”قسد” وتجنب التحالف الدولي التعليق على مقتل القيادي البارز، إلا أن الترجيحات تشير إلى أن الاختراق الأمني لموكب السيارات المرافقة قد حصل داخل القاعدة الأمريكية، حيث يضم الحقل إلى جانب قوات التحالف سرايا حراسة تتبع إلى “قسد” بينها سرية من سرايا مجلس دير الزور العسكري.

 

ويعتبر مدير مركز "الشرق نيوز" فراس علاوي، في حديث صحفي، أن مقتل القيادي في "قسد" روني، قبل أيام، "اختراق أمني واسع، وضعف بالإجراءات الأمنية في قوات قسد، ودليل على الفساد الموجود في بنيتها الأمنية والإدارية".

 

وقال، إنه يتعين "على التحالف الدولي تشكيل مجلس عسكري من أبناء المنطقة ينال ثقة الحاضنة الاجتماعية ويضمن استقرار المنطقة".

 

وكان يعتبر "روني" القيادي المتحكم بمجلس دير الزور العسكري، وصاحب فكرة إعادة هيكلة المجلس وتقسيمه إلى ثلاثة مجالس حسب القطاعات، وهو خلف عزل العقيد أحمد الخبيل "أبو خولة" من قيادة المجلس واعتقاله مع عدد من قادة الصف الأول الموالين له.

 

وفي تسجيلات صوتية سابقة حصلت عليها “القدس العربي” ونشرت محتواها، وصف أبو خولة روني بأنه “المندوب السامي” المعين على دير الزور.


ويقود شيخ قبيلة العكيدات، أكبر قبائل المنطقة، إبراهيم الهفل الحراك المناهض لـ"قسد" في ريف دير الزور، إذ تواصل قواته شن هجمات على "قسد" في عدة بلدات منذ أشهر.

 

وتشير الأحداث في ريف دير الزور إلى أن قيادة "قسد" وفقاً لتقارير صحفية، تواجه صعوبات في تشكيل مجلس عسكري للمنطقة يرضي الحاضنة الاجتماعية، ولا يتسبب بمتاعب لها كما كان يفعل المجلس السابق وقائده الخبيل.

 

وتتوزع السيطرة في محافظة دير الزور، اليوم ما بين الجيش السوري و"قسد"، إضافةً إلى القبائل العربية جنوب النهر، أو ما يُعرف محلياً بـ"الشامية"، أو شمال النهر المعروف بـ"الجزيرة".

 

وتسيطر "قسد" على كل ريف دير الزور الواقع شمال نهر الفرات والذي يضم عدة بلدات، أبرزها الباغوز، والسوسة، وهجين، والشعثة، والجرذي، والسويدان، والطيّانة، والشحيل، والبصيرة، والهرموشية، وجزرة بو حميّد، والكشكية، وأبو حمام والغرانيج.

 

ويعد ريف دير الزور منطقة نفوذ للتحالف الدولي بقيادة أميركا، ويحوي أكبر القواعد العسكرية، وفي مقدمتها: قاعدة حقل العمر النفطي التي تنتشر فيها قوات متنوعة، أميركية وفرنسية وبريطانية، وجرى تزويدها بمهبط للطيران المسيّر والمروحي يضم 12 مروحية قتالية، وفيها أيضاً معتقل تابع للقوات الأميركية.

 

في المقابل، يسيطر الجيش السوري على الجانب الجنوبي من محافظة دير الزور، الذي يضم مدن دير الزور (مركز المحافظة)، والميادين، والبوكمال على الحدود السورية العراقية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3