طالب أهالي بلدة البكر غربي دير الزور بالإفراج عن أبنائهم، بعد أن اعتقلتهم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بتاريخ 4 كانون الأول الحالي، دون استجابة. ما أدى لخرج أهالي البلدة في مظاهرة يوم الثلاثاء الفائت، قطعوا فيها الطرقات، مطالبين بالإفراج عن 25 شابًا اعتقلتهم “قسد” وأرسلت بعضهم إلى معسكرات التجنيد، بعد أن رفضوا العمل في حفر الأنفاق.
ونقلت وسائل إعلام معارضة عن أهالي المعتقلين والمجندين، أن أبناءهم غادروا للعمل في حفر الأنفاق، بعد أن عرض لهم المسؤول عن المجموعة أوراقًا مختومة من “مكتب الدفاع” تفيد “بتيسّير مرورهم من الحواجز”.
وقال ذوي أحد المعتقلين، أن الاعتقال جاء بعد رفضهم الاستمرار بالعمل، عند معرفتهم أن أشخاصًا لقوا حتفهم في وقت سابق جراء انهيار أحد الأنفاق في مدينة القامشلي، مشيرا إلى أن عمليات حفر الأنفاق في محيط البلدة مستمرة منذ سنوات، وتسببت بوفاة “الكثير” من الأشخاص نتيجة انهيارات مفاجئة في التربة.
من جهته قال موظف بـ”مجلس دير الزور المدني” رفض الكشف عن هويته لدواع أمنية، إن “قسد” أبلغت 25 شابًا من بلدة الكبر عن وجود أعمال في حفر الأنفاق ورفع السواتر في مدينة القامشلي، لافتًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعمل بها الشبان في حفر الأنفاق.
وأضاف، أن “قسد” سهلت مرور العاملين عبر الحواجز، دون تعرضهم لاعتقال أو محاسبة، إذ إن بعضهم كانوا مطلوبين لـ”واجب الدفاع الذاتي” (الخدمة الإلزامية)، لكن جرى إرسال البعض إلى معسكرات التجنيد، بعد رفضهم العمل.
وما تزال “قسد“ تجري عمليات مداهمة واقتحام بحثًا عن مطلوبين للخدمة الإجبارية، ولا يكاد يمر يوم دون تسجيل الشبكات المحلية التي تنقل أخبار شمال شرقي سوريا، عمليات اعتقال شبان في مناطق “الإدارة الذاتية” وسَوقهم إلى التجنيد.
وتتهم “الشبيبة الثورية” باختطاف الأطفال وتجنيدهم، بينما تنفي “الإدارة الذاتية” (المظلة المدنية لـ”قسد”) تجنيدها للأطفال، مؤكدة أنها ضد هذه الظاهرة حتى لو كانت ضمن صفوف قواتها.
وتمتلك “الشبيبة الثورية“ مراكز ومعسكرات عديدة في محافظة الحسكة وكوباني وريف حلب الشمالي يتم فيها إخضاع المجندين من الأطفال لدورات عسكرية وفكرية لعدة أشهر، تتمحور حول فكر وإيديولوجيا “حزب العمال الكردستاني“ وزعيمه عبد الله أوجلان قبل ضمهم إلى صفوف “قسد“.
وأكدت الأمم المتحدة، إن “قوات سوريا الديمقراطية“ جنّدت أكثر من 1270 طفلاً في سوريا خلال العام 2022.