ترتكز قوة اللوبي الإسرائيلي على ثلاثة أعمدة كل منها يعتمد على خلايا منظمة جداً تمثل عشرات آلاف الجهات المنفصلة لكنها موحدة على هدف خدمة إسرائيل كفكرة وثقافة ودين ووجود.
تشكل القوة الاقتصادية والمالية أقوى تلك الأسس لداعمي إسرائيل كالشركات العالمية التي رغم مخاطر الاستثمار فيها إلا أن أغلبها تعود لمساهمين من اللوبي الصهيوني.
كما أنَّ صهاينة الاقتصاد والمال ومن ضمنهم صهاينة مسيحيين ومسلمين من عبيد الرجل الأبيض يسخرون ثرواتهم لخدمة إسرائيل حتى يعترف بهم الغربيون كشركاء.
ويعد الصهاينة المسيحيين الملتزمين دينيا القوة الثانية في التأثير والأولى عدديا، ٦٠٠ مليون حول العالم بينهم ٥٥ مليون في البرازيل ومثلهم في كل من الهند والصين وملايين في كوريا الجنوبية ونيجيريا وأفريقيا الغربية التي تتعرض لاجتياحهم التبشيري منذ عقود.
وهؤلاء مقاتلون إيمانهم حار ويرون إسرائيل تحقيقا لوعد ديني.
أما الاساس الثالث، فهم الصهاينة الذين يعتبرون أنفسهم اسرائيليين لمجرد أنهم يهود، وهؤلاء جاليات فاعلة جداً مرتبطة بإسرائيل، وهذا اللوبي لديه نظم داخل دوائر صغرى في كل بلاد العالم، تبدأ من الحي والمدرسة والجامعة وصولا إلى النوادي الرياضية والشركات والأحزاب.
وهناك روابط دعم اسرائيل تضم نشطاء يُسخَّرون أنفسهم لاسرائيل ضمن الأحزاب وروابط النوادي الرياضية والنقابات.
لكن، الأخطر هو سيطرة اللوبي الاقتصادي المالي على الإعلام والأحزاب السياسية، وهو ما يجعل الحكومات التي تصل بالانتخابات ألعوبة في حال خالفت مصالح اللوبي المالي تُمنع عنها التبرعات ويسخر الإعلام ضدها.
ومن هنا يجب معرفة سبب مشاركة الحكومات الغربية في معارك اسرائيل، حتى حين ينتقدونها فهم يفعلون ما في مصلحة اسرائيل، إذ أن جرائم الحكومة العنصرية تقوي اعدائها العرب وتقوي منتقديها في الغرب.
هم ضدها فقط، لأن اجرامها شديد الوقاحة لدرجة المطالبة بمعاقبة أمين عام الأمم المتحدة لأنه لم يتحمل حجم الجرائم الاسرائيلية وهو أقرب أصدقاء اسرائيل خضوعا لمتطلبات مصلحتها.
كذلك، تتجاوز ووقاحة اللوبي الإسرائيلي كل الحدود، إذ يفرضون اجتماعات مع البيت الأبيض ومع حكام الولايات والقضاء والشرطة لمجرد قيام طالب غاضب بشتم زميل له داعم لاسرائيل، بينما يشنون أعنف هجمة قتل معنوي ضد الأكاديميين والطلاب الرافضين لجرائم إسرائيل ضد المدنيين في فلسطين من منطلق إنساني ويهددونهم ويتسببون بطردهم من وظائفهم ومن جامعاتهم، وينشرون تحريضا ملفقا يزعم أن كل طالب أو أكاديمي يحتج على جرائم اسرائيل هو مؤيد لح ما س.
هذا اللوبي هزمته جرائم اسرائيل ضد غزة لكنه لا يستسلم وسوف يستعيد قوته من خلال تحطيم سمعة كل من رفض جرائم اسرائيل وهؤلاء أفراد غير منظمين رغم أنهم يمثلون ثلثي طلاب الجامعات الاميركية.
أي حل لحماية هؤلاء سواء كانوا أمريكيين أم من أصول عربية؟
في العالم أشرار يبررون جرائم المحتلين وهم منظمون وهناك أخيار يرفضون الإرهاب والاحتلال من موقع انساني وهؤلاء غير منظمين ويتحولون إلى ضحايا في المستقبل المتوسط والقريب.
الحل لحمايتهم يكمن في إطلاق منظمات أهلية تكتلهم في مدنهم وفي بلدانهم وتحميهم وتوحدهم وتحويلهم إلى قوة ناخبة تعاقب من يعاقبهم وتوصل للبرلمانات من يحميهم.
ويبقى السؤال: من يبدأ بتنظيم هؤلاء؟