غيرت تركيا خططها في الحرب التي تخوضها ضد أكراد سوريا، بالتركيز على عمليات “جراحية” تستهدف الهيكل القيادي لوحدات حماية الشعب، الذراع العسكرية للحزب الديمقراطي الكردي.
وقالت وكالة “الأناضول” التركية أمس، الاثنين 4 من كانون الأول، إن جهاز الاستخبارات التركية “حيّد” المسؤول عن “المُسيرات” في حزب “العمال الكردستاني” باغر أوندش، في عملية نفذها بمدينة تل رفعت بريف حلب.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية لم تسمِّها، أن باغر أوندش (الملقب بعاكف آمد)، انضم إلى “العمال الكردستاني” في 2013، وشارك في هجمات الحزب على قوات الأمن التركية في العراق وسوريا.
من جهتها، ذكرت وكالة “هاوار” الكردية (مقرها شمال شرقي سوريا) أن القوات التركية قصفت محيط ناحية تل رفعت في مقاطعة الشهباء دون ذكر المناطق المستهدفة أو وجود خسائر.
أما صحيفة “Milliyet” التركية فذكرت أن أوندش نظم عمليات ضد قوات الأمن التركية و”الجيش الوطني” باستخدام الطائرات التي طورها، ما جعله هدفًا لجهاز المخابرات التركية.
وأضافت الصحيفة أن أوندش عمل مديرًا للأجهزة التقنية والطائرات المسيّرة لدى حزب “العمال الكردستاني” في مدينة تل رفعت.
وتتكرر عمليات استهداف القوات التركية أشخاصًا وقيادات في أحزاب تعتبرها أنقرة “إرهابية” في المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سوريا، وفي العراق أيضًا.
وتعتبر تركيا “قسد” امتدادًا لـ”العمال الكردستاني”، وهو ما تنفيه “قسد” رغم إقرارها بوجود مقاتلين من الحزب تحت رايتها، وشغلهم مناصب قيادية، وتصنّف تركيا “العمال الكردستاني” على قوائم “الإرهاب”، كما أن الحزب مصنّف على قوائم “الإرهاب” لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأوروبية.
وتم رصد مقتل أكثر من عشرة قياديين أكراد خلال الأشهر الأخيرة، غالبيتهم ضمن الهيكل القيادي لوحدات حماية الشعب، وآخرين ينشطون في الفروع، مثل مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية والمجالس الأخرى.
ويقول متابعون إن تركيز تركيا على بنك أهداف محدد يهدف إلى إضعاف البنية التنظيمية لوحدات حماية الشعب، التي تعد العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وتعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
ويشير المتابعون إلى أن تركيا تستفيد من صمت الإدارة الأميركية حيال عمليات الاغتيال الجارية، والتي طالت رؤوسا كبيرة في التنظيم لعل أبرزها القيادي شبلي ديريك. ونجحت تركيا في اغتيال ديريك في أكتوبر الماضي، بطائرة مُسيّرة استهدفت منزله في ريف الحسكة، شمال شرقي سوريا.