خلاف عشائر دير الزور و”قسد” .. وعود دون تغيير

اعداد سامر الخطيب

2023.12.04 - 10:01
Facebook Share
طباعة

أكثر من أربعة أشهر مرت على المواجهات المسلحة بمحافظة دير الزور، قدمت خلالها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وعودًا عديدة للإصلاح بغية امتصاص غضب عشائر المنطقة، الذين اصطفوا إلى جانب “مجلس دير الزور العسكري” .


وعلى مدار الأشهر الأربعة، لم يحدث أي تغيير في المنطقة، رغم أن قائد “قسد”، مظلوم عبدي، اعترف، في أيلول الماضي، بتقصير “الإدارة الذاتية” (مظلة “قسد” السياسية) في إدارة المنطقة خلال لقاء مع وكالة “رويترز“، وأقر بوجود عيوب “على نطاق واسع” في مدى شمول المجالس المحلية لمختلف القبائل.


وخلال نفس الفترة، تحدث عبدي لقناة “المشهد” (مقرها دبي) عن وجود أخطاء في إدارة “قسد” لدير الزور ذات الطبيعة العشائرية، بعد انتفاضة قادها أبناء المنطقة، بينهم عناصر بـ”قسد” ضد الفصيل الكردي المسيطر على شرق الفرات.


وعقدت “قسد”، في 29 من تشرين الثاني الماضي، اجتماعًا موسعًا ضم ممثلين عن التحالف الدولي وشيوخ ووجهاء عشيرة “العكيدات” في دير الزور، وتناول الأحداث التي شهدتها المحافظة منذ عدة أشهر ولا تزال تداعياتها مستمرة على المنطقة. لكن أحد قادة الصف الأول السابقين في “المجلس العسكري”، قال إن قيادة “قسد” فضّلت إعادة هيكلة المجلس الحالي على إعادة تشكيل مجلس جديد نظرًا إلى التركيبة العشائرية الطاغية عليه، وستستند في إعادة الهيكلة إلى قادة سابقين، ولن تظهر وجوه جديدة في “المجلس”.


وأضاف أنه في حال قررت “قسد” إعادة هيكلة “المجلس” على نحو يخدم مطالب المنطقة، سيتوجب عليها استبدال جميع كوادرها الأجانب في دير الزور، ممن يشرفون على الواقع الأمني، إذ ينتشر في المنطقة قادة أجانب من حزب “العمال الكردستاني” معظمهم لا يتحدثون العربية.


القيادي قال، إن “قسد” ستسعى لتعيين شخصية من أبناء عشائر دير الزور لقيادة “المجلس”، حتى لا تظهر بأنها تدير عملية انتقامية من المكون العربي ردًا على المواجهات المسلحة التي شهدتها دير الزور ضدها، ولا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم.


وقال باحثون انه من بين الأسباب لمخاوف أبناء محافظة دير الزور أسباب قومية، تحملها عشائر دير الزور تجاه “قسد”، على اعتبار أن الأخيرة هي فصيل مسلح كردي، يُنظر إليه في المنطقة على أنه يحاول إقصاء القومية العربية التي تشكل غالبية السكان.


لطالما اعتبرت الآبار النفطية في محافظة دير الزور هي الأكثر إنتاجًا للنفط في عموم سوريا، حتى إنها باتت تشكل النسبة الكبرى من إنتاجية “قسد” للنفط حاليًا، وتسرقها الولايات المتحدة.


وإلى جانب الثروة النفطية، تعتبر المنطقة نفسها ذات إنتاج زراعي عالٍ، إذ يمكن القول إن المناطق التي تسيطر عليها “قسد” في دير الزور وحدها تشكل أكثر من 50% من إجمالي الدخل الاقتصادي الذي تحققه “قسد” في عموم مناطق سيطرتها.


وناهيك بالأسباب الاقتصادية والقومية، يعتقد الباحثون أن المخاوف الاقتصادية بالنسبة لسكان المنطقة تعتبر مسببًا رئيسًا لحالة العداء التي يكنّها أبناء المنطقة لـ”قسد”.


يذكر أن دير الزور تنتج بشكل تقريبي 50% من موازنة “قسد”، لكن هذه الموازنة السنوية نفسها يخصص فيها ما مقداره 16% للمحافظة نفسها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9