شهدت منطقة “خفض التصعيد” خلال الشهر الفائت جملة من الأحداث الأمنية والعسكرية، ووثقت منظمات حقوقية مقتل 62 شخصا بأعمال عنف ضمن المنطقة خلال تشرين الثاني / نوفمبر، من العام 2023، توزعوا على النحو التالي:
17 مدنيًا
11 من الفصائل ، هم (10 من هيئة تحـ ـرير الشام– عنصر واحد من “الجبهة الوطنية للتحرير“).
34 من الجيش السوري على يد الفصائل
ولم تتوقف عمليات القصف البري المتبادلة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة على المنطقة في تشرين الثاني، حيث رصد نشطاء ، 2350 قذيفة وصاروخ، أطلقتها قوات الجيش السوري على مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل والمجموعات التكفيرية، مستهدفة منطقة في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية، توزعت كالآتي:
800 قذيفة وصاروخ في ريف حلب، على محيط مدينة دارة عزة وقرى كفرنوران وكفرعمة والشيخ سليمان وتقاد وتديل وكفر تعال ومحيط الأتارب والأبزمو.
900 قذيفة وصاروخ ضمن ريف إدلب استهدفت محاور وقرى بينين وحرش بينين وسفوهن والرويحة والفطيرة وأحسم وكفرلاتا وكنصفرة ومعارة عليا ومجارز ودير سنبل والبارة ومعارة النعسان وغانية والشيخ سنديان وفليفل ومنطف ومعربليت وكدورة وسان ومدينة سرمين وآفس والنيرب وتفتناز.
400 قذيفة ضمن ريف حماة، على السرمانية والمباقر والمشيك والعنكاوي وخربة الناقوس وتل واسط والمنصورة والقرقور والزيارة والقاهرة.
250 قذيفة ضمن ريف اللاذقية، على كل من محور التفاحية وتلال كبانة ودير الأكراد، ومحاور أخرى بجبل في التركمان.
كما نفذت طائرات حربية روسية 30 غارة جوية، جميعها في النصف الأول من تشرين الثاني، استهدفت خلالها مقرات عسكرية ومراكز تدريب للفصائل، أسفرت عن وقوع جرحى من العسكريين، وأصيب نتيجة الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الحربية الروسية على مناطق متفرقة بريف إدلب، 5 عناصر من هيئة تحـ ـرير الشام ، في ضرباتٍ مباشرة لمقرات عسكرية ومراكز تدريب ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”.
على صعيد آخر، وثقت منظمات حقوقية مقتل شاب وطفل وإصابة 3 شبان وسيدة، بالرصاص وتحت وطأة التعذيب على يد “الجندرما” التركية، أثناء محاولتهم الاقتراب من الحدود التركية للبحث عن ملاذ آمن.
كما وثقت حادثة فلتان أمني واحدة، خلال تشرين الثاني أسفرت عن مقتل شخص، في 6 تشرين الثاني، حين طعن مجهولون مواطنا من سكان مدينة سلقين بريف إدلب، بعدة طعنات من سلاح أبيض “سكين” أمام منزله، مما أدى لوفاته على الفور.
في سياق آخر، تزايدت حالات الانتحار، في المنطقة بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، فضلاً عن الضغوطات النفسية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ووثقت المنظمات حالتي انتحار في إدلب.
كما وثقت حالة واحدة لانفجار مخلفات الحرب، في 5 تشرين الثاني، حين قتل مواطن نتيجة انفجار مقذوف من مخلفات القصف على أطراف قرية دير سنبل بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
جهاز "الأمن العام" يعتقل 9 في إدلب
شنت هيئة تحـ ـرير الشام حملات متكررة لاعتقال أفراد غالبيتهم من العسكريين بصفوفها، حيث تم اعتقال 9 عناصر بينهم مسؤولين أمنيين، بتهم مختلفة أبرزها التخابر لصالح جهات تعتبرها هيئة تحـ ـرير الشام “معادية”.
وتأتي هذه الحملة لكشف الخلايا الأمنية المخترقة في صفوف العسكريين، وتسعى من خلال الاعتقالات لمنع تكرار عمليات الاستهداف التي تنفذها طائرات مسيّرة تابعة للتحالف الدولي والتي تستهدف قياديين غالبيتهم ينتمون لفصائل إسلامية ضمن مناطق متفرقة من إدلب وريفها، حيث تجري هذه الاستهدافات بعد حصول التحالف الدولي على معلومات كاملة عن مكان تواجد هؤلاء المستهدفين عن طريق متعاونين.
كما اعتقل الجهاز الأمني التابع لهيئة تحـ ـرير الشام، مواطنين اثنين أحدهما بسبب منشورات ناقدة للوضع المعيشي على ” الفيسبوك” والآخر بسبب الانتماء لحزب التحرير.
تعزيزات تركية إلى المنطقة
واستقدمت القوات التركية أرتالًا عسكرية إلى منطقة الاتفاق الروسي-التركي، لتعزيز مواقعها في المنطقة، حيث استقدمت خلال شهر تشرين الثاني 33 آلية ضمت معدات عسكرية ولوجستية عبر معبر كفرلوسين الحدودي باتجاه النقاط التركية في أرياف إدلب، عبر دفعتين الأولى في 14، والثاني في 22 من تشرين الثاني.
وتشهد منطقة “خفض التصعيد” أو ما يعرف بمنطقة “بوتين-أردوغان” الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، وقفًا لإطلاق النار في منطقة “خفض التصعيد”، انبثق عن اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في الـ 5 من شهر آذار/مارس 2020. بيد أن هذا الاتفاق إعلامي فقط، حيث تشهد المنطقة تصعيداً كبيراً بين أطراف الصراع.