لماذا شكلت العشائر العربية ألوية لمواجهة “قسد”؟

اعداد سامر الخطيب

2023.11.18 - 11:38
Facebook Share
طباعة

دخلت العشائر العربية شرقي سوريا “حربا مفتوحة” ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، بعد انتفاضة شعبية أخفقت في إنهاء نفوذ قوات سوريا الديمقراطية هناك.


ففي 27 أغسطس/آب 2023، اشتعلت انتفاضة حقيقية هي الأولى من نوعها من قبل العشائر العربية بمحافظة دير الزور شمال شرقي سوريا ضد هيمنة وانتهاكات “قسد” ورفضا لإدارتها تلك المناطق.


وقد حمل أبناء العشائر السلاح الخفيف ضد قوات “قسد” وطردوها من عدد من القرى والبلدات على الضفة اليسرى من نهر الفرات بدير الزور.


إلا أن هذا الحراك المحدود، سرعان ما تلاشى وتمكنت قوات “قسد” من استعادة المناطق التي خسرتها، عقب تجاهل الولايات المتحدة للمطالب الشعبية العشائرية الهادفة لوضع حد لسياسات المليشيات الدخيلة وانتهاكاتها بحق الأهالي، وسرقتها لخيرات المنطقة من النفط والغاز الذي يتركز 90 بالمئة من مجمل ثروات سوريا من هاتين الثروتين.


و أصر شيخ قبيلة العكيدات في سوريا، إبراهيم الهفل، الذي قاد الحراك الشعبي الأخير والتف حوله مقاتلو العشائر، على المضي قدما حتى طرد قسد من دير الزور وتسليمها لإدارة مدنية من أهلها. وأعلن في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن تشكيل “قيادة موحدة” تضم كتائب وألوية من مقاتلي العشائر في منطقة شرقي سوريا، بهدف قتال “قوات سوريا الديمقراطية”.


وقال ناشطون أن “استمرار القسوة على أبناء القبائل والعشائر من قبل المجالس العسكرية التابعة لقسد بدير الزور، واعتقال الشباب واغتيال آخرين يشكل عامل ضغط على الأهالي مما أدى لحدوث انتفاضة شعبية خلال الأشهر الأخيرة”.


وهو “حراك شعبي كبير وحاليا جرى تشكيل قيادة سياسية وعسكرية من أجل تنظيم العمل في المنطقة من أجل مواجهة تنظيم بي كا كا وإعطاء صورة حقيقية للتحالف الدولي حول ممارسات فروعه الممنهجة، حيث هناك مطالبة ملحة بتحقيق إدارة المنطقة من قبل أبنائها”، وفق الناشطين.


ورأوا أن “الخيار العسكري ليس هو الحل الوحيد بل هناك تأكيد بأن العمل السياسي هو السبيل لعودة السلام للمنطقة وإدارة ثرواتها عبر الربط مباشرة في العلاقة بين العشائر والتحالف الدولي”.


وتواصل القوات الأمريكية سرقة النفط السوري من حقول الجزيرة، التي تقع في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة شمال وشمال شرق سوريا، بمساعدة قسد .


وفي ديسمبر عام 2022، قدرت وزارة الخارجية السورية خسائر سوريا الناجمة عن العمليات العسكرية الأمريكية على أراضيها بنحو 111.9 مليار دولار.


وتقدر الخسائر المباشرة بـ 25.9 مليار دولار، تتكون من 19.8 مليار دولار من سرقة النفط والغاز الأمريكية و3.2 مليار دولار أضرار لمنشآت الدولة، و2.9 مليار دولار أضرار لمنشآت النفط والغاز، بحسب البيان الصادر آنذاك. في حين قدرت الوزارة الخسائر غير المباشرة بنحو 86 مليار دولار.


وأشارت الوزارة إلى أن "قوات الاحتلال الأمريكية والميليشيات المرتبطة بها تواصل نهبها المنظم للنفط والقمح والموارد الأساسية الأخرى والثروة الوطنية للشعب السوري".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3