طريقة القتال الاسرائيلية في غزة: البلدوزر في المقدمة ومع ذلك الدبابات تحترق

ياسر الياس عواركي

2023.11.14 - 12:20
Facebook Share
طباعة

 من مصادر اسرائيلية هذه هي طريقة القتال الجارية الان:
حين تكون خلية من عناصر "حماس" تقوم بإطلاق صاروخ مضاد للدروع، سيتم كشفها بسرعة، قبل أن تتمكن من إطلاق الصاروخ، فيتم ضرب هذه الخلية بصاروخ جو - أرض، قبل نجاحها في العودة والاختفاء. هذا يعني أن العدو يلاقي في ميدان القتال في جباليا أو الشاطئ، ليس فقط مقاتلاً من لواء غفعاتي، أو دبابة تتقدم نحوه، بل يواجه طيران الجيش الإسرائيلي كله وقوته كلها ، جواً وبراً، وفي بعض الأحيان، بحراً أيضاً، خلال دقائق من لحظة انطلاقه لضرب قوات اسرائيل.
لنفترض، على سبيل المثال، أن قائد كتيبة "ناحال" يعمل حالياً في قطاع غزة، ويلاحظ وجود نحو 15 "فدائي" في صف المنازل أو الأنقاض التي تتقدم قواته في اتجاهها. لن يقوم هذا القائد بمهاجمتهم. بل سيتصل بقيادة الفرقة النارية الموجودة في مكان ما في الصفوف الخلفية، ربما داخل "حدود كيان إسرائيل"، وبكلمات مقتضبة يوضح حاجته. يقرر القائد في قمرة الهجوم ما إذا كان سيرسل إليه مروحية عسكرية، أو طائرة زيك المسيّرة [هيركولس 415]، أو مقاتلة حربية، أو الاكتفاء ببضع رشقات مدفعية أرضية قادرة على إطلاق صواريخ من طراز "رومح" [AccuLAR-122] الشديدة الدقة.
مع ذلك ورغم كل النيران ما ان يتقدم قائد الكتيبة ناحال نحو الهدف حتى تواجهه نيران المضادات للدروع الحمساوية. حصل ذلك طوال الايام القتالية الماضية. هل يختبئون في الانفاق؟ ان قنابل الطائرات التي تزن طن تنفجر تحت الارض فاي انفاق تتحملها؟
لن تحتاج المقاتلات، أو المروحيات، إلى الإقلاع والوصول. فهي موجودة أصلاً في حلقات انتظار، في أماكن غير بعيدة، ويمكنها، نظرياً، الوصول إلى المكان خلال أقل من دقيقة، من أجل إطلاق ذخائرها في اتجاه الهدف الذي يشير إليه قائد الكتيبة. لكن هذا الهدف ينبغي أن يتم تحديده بدقة، وفحصه والمصادقة على إصابته، والأمر يتطلب بضع دقائق. بعدها يقوم قائد الكتيبة بتوجيه الطيار، أو مشغّل الطائرة المسيّرة بدقة إلى السطح، أو النافذة التي ظهر "الفدائيون" من خلالها، ويقوم الطيار أو المشغّل بالتكفل بالبقية: فالهدف الموجود على بُعد 200 متر لا غير عن قوة الجيش الإسرائيلي، يتم إلقاء قنبلة موجّهة دقيقة الإصابة من طراز JMD يبلغ وزنها طناً في اتجاهه. ودقة إصابة هذه القنبلة تتيح إلقاءها من مسافات شديدة القرب من قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في الميدان.
وايضا رغم كل ما سبق يفاجيء المتقدمون من جيش الاحتلال بقذائف الياسين تدمر الياتهم حتى اصبح الاسرائيليون يشككون في فاعلية القنابل التي يلقونها فهي تدمر كل ما فوق وتحت الارض لكنها لا تدمر مقاتلي حماس والجهاد.
في اماكن اخرى وبعدما يقوم الطيران والدبابات والزوارق الصاروخية بصب نيران حممهم على الهدف، يقوم قائد الكتيبة بإخراج عناصره من الكمائن، والتقدم في اتجاه الهدف . و تتقدم الدبابات على التوازي، في حين يتحرك أمامها ببطء بلدوزر ضخم من طراز D-9، غالبا ما يجري ضرب البلدوز واحراقه ثم يضرب المقاتلون الدبابة الاولى والاخيرة ولا يرى قائد الكتيبة عندها الا توجيه الامر لجنوده بالفرار قبل ان تهطل عليهم قذائف الياسين من المسافة صفر.
الجنود افترضوا ان هذا البلدوزر الذي سيكشف العبوات، أو حتى يشغلها، يحميهم لكان عدد الخسائر في الدبابات والسيارات المدرعة وصل إلى عدد لن يقبله الرأي العام الإسرائيلي، أو يتمكن من التصالح معه.
فوّهات الأنفاق افخاخ الموت والاعداد اكبر مما هو معلن:
يظن جيش الاحتلال انه ان عمل ببطء، وبطريقة آمنة، سيتقدم وهو فعلا تقدم اكثر مما كان يتوقع ولكن الامر ليس كما يبدو فبحسب ضباط في الميدان قالوا لمراسل القناة 13 عبر الهاتف ان التقدم فخ ولهذا فالصور المعروضة عن هجمات من المسافة صفر هي نتيجة التقدم غير المتوقع فالفدائيون بدل ضرب القوات الاسرائيلية المدرعة وجهة لوجه يسمحون بدخولها ثم يخرجون من فوهات الانفاق او من تحت الركان ويصوبون قذائفهم الرخيصة الثمن والمصنعة في كوريا الشمالية او ايران او في غزة حتى فيضرون الدبابات ويحرقون البلدوزرات فلا يستطع جندي الفرار الا وسط النيران الجوية التي بدل ضرب الاعداء تضرب كي تحيط بجدار من نار جنود الاحتلال كي يهربوا من ساحة المعركة.
إن الجيش الإسرائيلي موجود على مسافة قريبة جداً من قلب مدينة غزة، وقد تعرض لخسائر هائلة في الأرواح، وهناك جنود مفقودون بينهم ابن رئيس الدولة الذي اعلنت انه ان الاتصال به انقطع منذ يومين.

الغريب إن الدبابات والعربات المصفحة التي دخلت إلى قطاع غزة، مجهزة بمنظومات "معطف الريح"، التي تحميها من الصواريخ المضادة للدروع، وصواريخ آر بي جي. لكن حماس والجهاد طورا طريقة لضربها على مرحلتين الاولى هي ضرب معطف الريح الحامي ثم ضرب المصفحة او الدبابة .
ضابط كبير يقول للقناة 13 نعم تقدمنا بسرعة نحو وسط مدينة غزة لكننا لا نخرج من الدبابات والمشاة لا يطلون على الارض والطريقة الوحيدة لحمايتنا هي الطائرات المروحيات او الانسحاب الى الخلف ركضا مع التعرض لرصاص القناصين.
في كثير من الأحيان، يتعين على القوة المقاتلة تكرار العمل في ذات المربع الأرضي الذي عملت فيه سابقاً، بسبب وجود "الفدائيين في الأنفاق تحت المربع.
هنا، تجدر الإشارة إلى أن الأميركيين يبدون انعدام تفهّم للوتيرة البطيئة التي يقاتل الجيش الإسرائيلي بها، على الرغم من تكبد القوات الاميركية الخاصة الخسائر جنبا الى جنب مع الجيش المحتل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6