شهدت منطقة “خفض التصعيد” أو ما يعرف بمنطقة “بوتين-أردوغان” الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، تصعيداً كبيراً في العمليات المتبادلة من قبل القوى المتصارعة، عبر قصف يومي بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، مخلفة خسائر بشرية ومادية فادحة.
ووثقت منظمات حقوقية، ، مقتل 130 شخصا بأعمال عنف ضمن منطقة “بوتين-أردوغان” خلال تشرين الأول من العام 2023، توزعوا على النحو التالي:
74 من مدنيين بينهم 30 طفلًا و11 سيدة.
18 من الفصائل ، هم:
13 من تحرير الشام
4 من فرقة الحمزة التابعة لـ”الجيش الوطني”
1 من أنصار التوحيد
38 من قوات الجيش السوري على يد الفصائل
ونفذت الطائرات الحربية الروسية 151 غارة جوية 121 منها ضمن محافظة إدلب، و23 ضمن ريف اللاذقية، و7 بسهل الغاب ضمن الريف الحموي، حيث ابتدأت الطائرات الحربية الروسية طلعاتها الجوية منذ السادس من تشرين الأول، بعد يوم واحد من أحداث استهداف الكلية الحربية بحمص، واستهدفت الطائرات الحربية نحو 30 موقعا في منطقة “بوتين-أردوغان” .
وتواصل “الجندرما” ارتكاب الانتهاكات بحق الباحثين عن ملاذ آمن، أثناء اقترابهم من الشريط الحدودي أو إلقاء القبض عليهم داخل الأراضي التركية لحظة عبورهم.
وتعرض شاب وطفلة تبلغ من العمر 12 عاماً لجروح، في 14 تشرين الأول، نتيجة استهدافهما بشكل مباشر برصاص حرس الحدود التركي ” الجندرما”، أثناء محاولتهما عبور الحدود السورية – التركية بحثا عن ملاذ آمن، من جهة مدينة حارم بريف إدلب.
أيضا، وثقت منظمات حقوقية في 7 تشرين الأول، إصابة طفلين بجروح بليغة إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القصف على بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي، حيث جرى نقلهما إلى أحد المشافي لتلقي العلاج.
إلى هذا، لم يقف ارتفاع حدة التصعيد في مناطق نفوذ هيئة تحـ ـرير الشام عائقًا أمام الجهاز الأمني، حيث قام الأخير بملاحقة واعتقال الخارجين عن سلطة الهيئة والمتعاونين مع القوى الخارجية وفق ماتدعيه، ونفّذ خلال تشرين الأول، عمليتين في محافظة إدلب تمكّن أفراده خلالهما من اعتقال 3 أشخاص بتهمة التخابر لصالح جهات معادية، الأولى في 15 تشرين في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي، واعتقل خلال العملية شخصًا متهمًا بالتعاون والتخابر لصالح دمشق، حيث جرى اقتياده إلى جهة مجهولة، أما العملية الثانية فقد كانت في 18تشرين الأول، حيث جرى اعتقال عنصرين من الهيئة بعد مداهمة منزلهما في منطقة شارع الثلاثين بمدينة إدلب، بتهمة العمالة لصالح “التحالف الدولي”، وتم اقتيادهما لجهة مجهولة.
على صعيد آخر، واصلت القوات التركية استقدام أرتال عسكرية إلى منطقة الاتفاق الروسي-التركي بين الرئيسين “بوتين-أردوغان” خلال الشهر العاشر من العام 2023، وبلغ عدد الآليات العسكرية التركية نحو 100، ضمت مختلف أنواع التجهيزات العسكرية واللوجستية، وبالمقابل استقدمت القوات الروسية تعزيزات نوعية إلى المناطق المقابلة لنفوذ الفصائل في محافظة إدلب.
كما استقدمت القوات الروسية تعزيزات عسكرية نوعية إلى نقاط تواجد قواتها في محيط منطقة “بوتين-أردوغان” شمال غربي سورية، وصلت في 24 تشرين الأول، وتمركزت في نقاط تواجد القوات بالقرب من كفرنبل ومطار أبو الظهور العسكري. وتتألف التعزيزات من مسيرات من طراز “غاستيلو” محدثة روسية الصنع وهي لأهداف انتحارية، ومنصات إطلاق مسيرات هجومية من طراز FPV روسية الصنع ومزودة بنظام الواقع الافتراضي المعزز، وذلك، للمرة الأولى التي تدخل تلك المسيرتين للخدمة في سورية. إضافة إلى 35 آلية عسكرية ولوجستية، ومدافع وراجمات وجنود.