تقول مصادر كردية مقربة من "مظلوم عبدي"، ان الأخير فشل في الوصول إلى نقطة إقناع أي من الدول الخليجية في لعب دور الوساطة مع الحكومة السورية في ملفات سياسية، وأن القيادات الكردية جربت التواصل مع الإمارات وسلطنة عمان والسعودية بشكل أساسي لكن الردود التي تلقتها كانت سلبية.
وبحسب المصادر فإن المجموعة الخليجية لا تجد قوات سورية الديمقراطية قادرة على اتخاذ أي موقف جاد في الداخل السوري بسبب تدخل قوات الاحتلال الأمريكي المباشر في صناعة قرارها السياسي والعسكري، وبالتالي فإن النقاشات مع واشنطن فيما يخص شمال شرق سورية هو الأكثر نفعا وجدية في حال أرادت أي من الدول أن تلعب دور الوساطة لجهة إعادة المنطقة الشرقية لسيطرة دمشق، بوصفها الخزان الاستراتيجي للثروات السورية على مستوى الطاقة والمحاصيل الزراعية.
ينقل المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته خلال حديثه لـ وكالة أنباء آسيا عن القيادات الكردية، معرفتها بان قسد هي الحلقة الأضعف في أي توافق دولي حول سورية، وأن الإدارة الأمريكية قد تتخلى عنها في أي لحظة على غرار تجارب سابقة، سواء في عفرين أو شمال الحسكة والرقة، حينما اشتبكت قسد مع القوات التركية، أو حتى من التجارب الدولية مثلما حدث في أفغانستان، لذا تحاول الوصول إلى نقاط تفاهم مع القيادة السورية بأي شكل كان حول هوية المنطقة الشرقية وطريقة إدارتها بالدرجة الأولى، وفي كل المرات التي جرى فيها تفاوض مباشر بين قسد والحكومة السورية، كانت دمشق ترفض بشكل قاطع الاعتراف باستقلالية قسد العسكرية، أو الاعتراف بـ الإدارة الذاتية على إنها جهة رسمية، وبالتالي كانت المفاوضات تتوقف فوراً لعدم موافقة دمشق على فدرلة الشمال السوري واستنساخ تجربة إقليم شمال العراق بأي شكل كان.
محاولات التواصل مع الدول الخليجية تمت من خلال عدة أقنية وفقاً لما يكشف المصدر، كان من بينها شخصيات سورية تقيم في الخليج وتستطيع التواصل مع الحكومات فيها، وعبر علاقات بافال طالباني الذي يتخذ من مدينة السليمانية مقراً له مع الحكومة الاتحادية في بغداد، لكن الامر لم ينتج عنه إلا ردودا سلبية رغم لقاء شخصيات من قسد فعلياً بشخصيات إماراتية في أربيل العراقية، حينما رغبت أبو ظبي باستطلاع ما يمكن أن تقدمه قسد إذا ما تم فتح باب التفاوض فعلياً، وكان آخر الردود التي تلقتها قسد بهذا الخصوص قد وصل قبل يومين عبر بافال طالبني الذي كان يسعى لفتح باب التواصل بين قسد وسلطنة عمان عبر ما وصفه بـ "أصدقاء عراقيين".
يذكر أن قسد تواجه مجموعة من المشاكل الاقتصادية بسبب سوء علاقتها مع حكومة إقليم شمال العراق، والاستهدافات المستمرة من قبل الجانب التركي للمواقع النفطية وقطاع الطاقة والبنى التحتية في شمال سورية، وتحاول قسد أن تلعب دوراً سياسياً في الداخل السوري إلا أن موقف الحكومة السورية من ذلك يمنعها من تطوير دورها داخلياً، إضافة إلى إصرار تركيا على عدم إشراك قسد في أي عملية سياسية بخصوص سورية في الخارج، منعها من الحضور في وفود المعارضة، أو بوفد مستقل في اجتماعات اللجنة الدستورية، أو مسار أستانا، أو أي مسار قد تفرزه تطورات الملف السوري لاحقا، وهذه العزلة السياسية وفقاً لما تنقله مصادر وكالة أنباء آسيا عن قيادات قسد، قد تفضي في آخر الأمر إلى تحول الأحزاب الكردية المعارضة إلى أحزاب فاشلة، بعد تعريتها أمام الشارع الكردي بكونها غير قادرة على تحقيق مصالحه في الحل السياسي النهائي للأزمة السوري، ما سيعني انقلابه عليها.