تؤكد مصادر عشائرية في حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن الهجمات المستهدفة لمواقع "قوات سورية الديمقراطية"، في ريف دير الزور الشرقي، يتم تنفيذها بدون أي تنسيق مع القوات السورية أو أي جهة ثانية، مشيرة إلى أن العودة إلى الاشتباكات مع قسد واستخدام أسلوب الهجمات السريعة نتج عن فشل المفاوضات التي جرت في أربيل بين قسد والعشائر بوساطة أمريكية.
المصادر أشارت إلى أن القيادات الكردية رفضت الشروط التي طرحتها العشائر على طاولة التفاوض في أربيل من خلال ممثلها "مصعب الهفل"، شقيق "إبراهيم الهفل"، الذي يقود عمليات العشائر ضد قسد، وتمثلت هذه الشروط بخروج كامل الشخصيات الكردية غير السورية من ريف دير الزور الشرقي، واقتصار دور الفصائل الكردية على حماية القواعد الأمريكية في المنطقة، وأن يتم إعادة تعيين الكوادر الإدارية في مجالس دير الزور المحلية ويتم اختيارهم من قبل سكان المنطقة، إضافة إلى تشكيل مجالس عسكرية تتبع للعشائر تدير وتحمي المنطقة الواقعة إلى الشرق من دير الزور أمنيا.
قسد رفضت بشكل قاطع مناقشة عائدات النفط المستخرج بطريقة غير شرعية من حقول دير الزور، ولم تقبل بأي من الشروط التي طرحتها العشائر لأنها اعتبرت أن الأمر يعد انقلاباً على الإدارة الذاتية، وبنتيجة فشل المفاوضات التي كانت آخر جلساتها قبل أيام قليلة وفقاً للمصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها خلال حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا"، فإن العمليات التي تنفذها الفصائل العشائرية تعد رداً عملياتياً على تعنت القيادات الكردية.
المصدر نفى وجود أي تنسيق بين المجموعات العشائرية وفصيل "المقاومة الإسلامية العراقية"، الذي يستهدف القواعد الامريكية في سورية والعراق، ولفت المصادر إلى أن تزامن الهجوم الذي نفذته المقاومة العراقية ليل الأربعاء على حقل العمر، مع هجمات للمجموعات العشائرية على حواجز قسد في محيط الحقل المذكور كان من باب الصدفة، وليس من باب التنسيق العملياتي.
وشدد المصدر القريب من شيخ عشيرة العكيدات "إبراهيم الهفل"، على إن "قسد"، قد تعيد تدوير مجموعات من تنظيم داعش في المنطقة لتزجهم بالقتال على جبهات ضد القوات العشائرية، مشيراً إلى أن المعلومات التي توفرت للعشائر من خلال مجموعة من المصادر داخل قسد تشير إلى أن الأخيرة بدأت بالفعل بالتفاوض مع عناصر خطرين من تنظيم داعش معتقلين لديها في سجون مدينة الشدادي وخاصة "سجن كامب البلغار"، الأمر الذي لا تستبعده المجموعات العشائرية نهائيا.
من جهة أخرى تقول معلومات حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، من مصادر موثوقة في الريف الغربي لـ دير الزور بأن المدعو "حاجم البشير"، والذي يعد أبرز شخصيات قبيلة البكارة بعد ابن عمه "نواف راغب البشير"، بات من العاملين لصالح قسد من خلال عرض الرشاوي المالية على شخصيات من العشائر مقابل الولاء لـ قسد، وتقدم المبالغ المالية على إنها "هدايا"، من قيادة قسد، وقد أرسل "حاجم البشير"، إلى "إبراهيم الهفل"، حسب المصدر عرضاً بتقديم قسد مبلغ مليون دولار أمريكي لـ الهفل مقابل قبوله بتسوية ملف الصراع وإنهاء الأزمة الأمنية، ويشير المصدر إلى أن نشاط "حاجم"، الذي يبرره من باب الحرص على مناطق ريف دير الزور من العمليات القتالية، يتزامن مع نشاط لـ أمير القبيلة وابن عمه "نواف راغب البشير"، في زيادة عدد "جيش العشائر الهاشمية"، الذي أعلن عنه قبل فترة، والذي سيكون عدوه الأول "قوات سورية الديمقراطية"، وسيعمل على إنهاء وجودها في المنطقة.