أعلنت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” عن اعتقالها مروجي وتجار مخدرات في وفي محافظتي الرقة ودير الزور، ومصدرة شحنات كانت بحوزتهم، أحدثها كان في مطلع أيلول الماضي.
وبحسب عسكريين في “قسد” من أبناء المنطقة نفسها، فإن المخدرات، وخصوصًا الطبية، صارت رائجة مؤخرًا بين صفوف العسكريين، يسهل ذلك انتشارها الواسع وبيعها داخل الصيدليات دون وصفات طبية.
ونقلت تقارير معارضة عن عنصر في “القوات الخاصة” (كوماندز) التابعة لـ”قسد”، ويقيم في ريف دير الزور، عن أن مواد مخدرة مثل “كبتاجون” و”ترامادول” صارت شائعة بين المقاتلين، وهو منهم.
وأضاف أنه بدأ تعاطي هذه العقاقير متأثرًا بصديقه في النقطة العسكرية التي يتمركز فيها بدير الزور، إذ كان صديقه يطلب هذه المواد من بعض الصيادلة، بحجة أنه يعاني مشكلات نفسية، دون تقديم وصفات طبية.
قيادي في “مركز مكافحة الجريمة المنظمة” التابعة لـ”أسايش” قال، إن صيدليات المنطقة هي المصدر الرئيس لهذه المواد، لكنها تبيعها بأسعار مضاعفة في حال عدم توفر وصفة طبية.
وأضاف أنه طلب من صيدلية بمدينة البصيرة شرقي دير الزور حبوبًا مهدئة للأعصاب لصديقه الذي يعاني إصابة في النخاع الشوكي، وتمكن بهذه الحجة من تأمين عشر علب من دواء “برباغالين”، وتحتوي كل علبة على 20 قرصًا دوائيًا. و“برباغالين” هو مسكن للألم، ويساعد على منع تكون السيالات العصبية الناقلة للألم، ويستخدم كمسكن للألم العصبي المنشأ.
ويحصل القيادي في “أسايش” على علبة الدواء الواحدة بسعر 160 ألف ليرة سورية (حوالي 11 دولارًا).
وتتراوح مدة السجن بين ستة أشهر وخمس سنوات لمن يتعاطى و يتاجر بالمخدرات في القوانين التي تعمل بها “الإدارة الذاتية” بمناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، بحسب ما أوضحه القيادي.
وفي تقرير أعدته منظمة “العدالة من أجل الحياة” (أُسست عام 2015) حول انتشار المخدرات بمحافظة دير الزور، قالت إن الترويج للحبوب المخدرة في مناطق سيطرة “قسد” بدأ بشكل سري وتصاعد نحو العلن.
وفي ظل عدم وجود أي ملاحقة أو مساءلة أو محاسبة للمروجين، صارت الحبوب المخدرة تباع في دير الزور بشكل علني وبأسعار زهيدة، وتتوفر إمكانية شرائها من مختلف الفئات، رغم الحملات التي تزعم الادارة الذاتية شنها بهدف القضاء على هذه الظاهرة بحسب زعمهم.
ولا يقف في وجه انتشار هذه الظاهرة، بحسب التقرير، سوى سعي الأهالي من خلال حملات في المساجد والمجالس العامة للتوعية بمخاطر هذه المواد، لكن هذه الحملات تفتقر إلى التنظيم والدعم اللازم.
الحبوب المنومة، ومهدئات للأعصاب مثل “ديازيبام” و”كلونازيبام” و”فلوفينازين هيدروكلوريد”، تعتبر من المنتجات الأساسية التي يرتكز عليها المتعاطون في المنطقة. ويميل بعض المتعاطين إلى شراء مواد طبية أخرى مثل “مورفين” و”البيتدين”، لكنها أقل انتشارًا نظرًا إلى سعرها المرتفع مقارنة بالمنتجات الطبية الأخرى.
ولا تمانع الصيدليات ومستودعات تجارة الأدوية في مناطق سيطرة “قسد” بدير الزور بيع الأدوية دون وصفات طبية مع علم مسبق أنها عملية غير قانونية، نظرًا إلى المرابح المالية التي تحققها هذه التجارة.
مدير لجنة الصحة التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في دير الزور، ثائر الكريد، قال إن فرق الرقابة الدوائية تنفذ حملات للتفتيش على الصيدليات المنتشرة بمناطق “الإدارة” في دير الزور.
وأضاف أن الصيدليات التي يثبت أنها تبيع أنواع أدوية مخدرة دون وصفة طبية، تصل عقوبة مديريها حتى الإغلاق بالشمع الأحمر، وإلغاء ترخيصها. ومن مناطق سيطرة “قسد” في منبج شرقي حلب، وصولًا إلى محافظات الرقة والحسكة شمال شرقي سوريا، لا يكاد يمر يوم دون إعلان “الأمن الداخلي” عن إلقائه القبض على مجموعات تروّج المخدرات في مناطق نفوذه.