الهند تواصل دعمها مع إسرائيل ..فما السبب ؟!

2023.10.19 - 03:54
Facebook Share
طباعة

 

مع بداية طوفان الأقصى، أكد رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الشعب الهندي يقف بحزم بجانب بلاده في هذا الوقت الصعب، معرباً عن إدانة قوية وقاطعة للإرهاب بكل صوره ومظاهره.

وأعرب رئيس الوزراء الهندي عن تعازيه الحارة وتعاطفه مع القتلى والجرحى، حسبما ذكر مكتبه في بيان، وسلط الضوء على مسألة سلامة المواطنين الهنود وأمنهم في إسرائيل.

كانت تُعد الهند تاريخياً من المناصرين للقضية الفلسطينية  وذلك وفق مبدأ حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية، واعتبرت الحركة الصهيونية نموذجاً للتميز العنصري، خاصة في المحافل الدولية، حاولت إسرائيل عبر شخصيات يهودية وأمريكية الحصول على تأييد  الرئيس الهندي سابقاً لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ولكنه رفض، وقال: "لقد أخطأ اليهود كثيراً في محاولاتهم فرض أنفسهم على فلسطين بمساعدة أوروبية وأمريكية وبريطانية، الاعتماد على الإرهاب المفتوح". وتساءل: لماذا يعتمد اليهود على أموال أمريكية لفرض أنفسهم في أرض غير مرغوب بهم فيها".

يعود رفض الهند للاعتراف بـ "إسرائيل" وتبادل السفارات معها إلى التخوف الهندي من تضرر مصالحها مع العالم العربي، كما أن رئيس الحكومة الهندية في حينه جواهر لال نهرو، وحزب المؤتمر الهندي الذي يرأسه، كانا يدعمان العرب ويعاديان الصهيونية. إضافة إلى أن "إسرائيل" كانت توالي المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إبان الحرب الباردة، بينما كانت الهند قريبة إلى المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي.

وقد استمرت هذه المواقف حتى عام 2014، على إثر الانتخابات الأخيرة التي نتج عنها فوز رئيس الحكومة الحالي (مودي)، زعيم الحزب القومي الهندي، الذي يُعدُّ مناصرًا لـ "إسرائيل" بقوة، مما أحدث تغيراً كبيراً في مواقف الهند تجاه القضية الفلسطينية.

تمتلك صناعات السلاح الإسرائيلية العديد من المصانع في الخارج لتصنيع الأسلحة للأسواق المحلية، ففي الهند أنشت مركزاً مشتركاً للتصنيع مع (تمتلك الشركة الإسرائيلية 49 ٪ من المصنع، وبونج لويد 51 ٪ من المصنع) وهو أول مصنع خاص للأسلحة الصغيرة في الهند، ويقوم بتصنيع الأسلحة النارية للجيش الهندي.

تعد الهند أكبر سوق لصادرات الأسلحة الإسرائيلية في العالم. إذ بلغت المبيعات عام 2006 ما قيمته مليار ونصف المليار دولار، وهي قيمة المبيعات نفسها في السنوات الثلاث التي سبقتها. وهذا يعني أن السوق الهندية تستحوذ على أكثر من ثلث إجمالي قيمة مبيعات الأسلحة الإسرائيلية التي بلغت 4.2 مليار دولار عام 2006. وشملت المبيعات نماذج مطورة من طائرة «ميغ21»، ودبابات «ت-72» المشتراة أصلا من روسيا، ونظام «باراك» المضاد للصواريخ، ومعدات اتصال وقذائف موجهة بأشعة الليزر، ونظام «فالكون» للإنذار المبكر. وتم تسليم أول خمس طائرات فالكون (آواكس).

ويجري تطوير علاقات شراكة  بين الشركات الهندية والإسرائيلية، كما حاول خبراء الأسلحة الإسرائيليون أيضا بيع نظام صواريخ «آرو-2» البالستية إلى الهند، لوجود تقنيات مشتركة في هذا النظام الصاروخي، مما سيمنح الهند نظام دفاع صاروخي متطور.

وسبق أن تم بيع نظام رادار «باين» (The Green Pine) إلى الهند، وهو واحد من المكونات الأساسية لنظام صواريخ «آرو-2».

والقمر الصناعي «بولاريس» هو أول قمر إسرائيلي مزود برادار ذو قدرة فائقة على التقاط الصور في جميع الظروف الجوية، إذ يخترق الرادار الغيوم أو الضباب، ليلتقط صور الأشياء على الأرض.

وقد تم إطلاقه من جنوب الهند في مدار قطبي، وسيغطي مواقع في إيران، بما يخدم خطط الجيش الإسرائيلي.

 وربما يكون البرنامج الإيراني النووي الهدف الأساس لهذه الأقمار الصناعية.

إستطاعت إسرائيل إحداث اختراق في علاقتها بالهند بواسطة عدة أدوات رسمية وغير رسمية، فعملت على تطوير العلاقات مع وسائل الإعلام الهندية، وخاصة المتعاطفة مع إسرائيل كصحيفة (التايمز أوف انديا)، وأرسلت بعثات من رجال الدين لتحفيز يهود الهند على تأييد إسرائيل، والقيام بواجباتهم اتجاهها، كما حاولت العمل على تهجيرهم إليها.

 ونسجت علاقات مع الأحزاب اليمينية الهندية مثل: سوانترا، جانا سنغ، وبراجا الاشتراكي من أجل تغير الموقف الهندي في حال وصلت هذه الأحزاب للحكم.

وفي المجال الأمني أيضاً، يقيم الجيشان الهندي والإسرائيلي تدريبات مشتركة بين فترة وأخرى، تُقدم "إسرائيل" خلالها تدريبات خاصة للجنود الهنود، لاسيما في مجال أنشطة مكافحة الإرهاب.

 رغم ذلك فإن صفقة الأسلحة الكبيرة، التي تبلغ قيمتها نصف مليار دولار، لهيئة تطوير الوسائل القتالية "رافائيل" مع الهند يلفه الضباب.

فقد أعلنت "رافائيل" في شهر آب / أغسطس 2017 أنها ستقوم بتزويد الجيش الهندي بصواريخ مضادة للدبابات من طراز "سبايك"، وحتى أنه تم من أجل ذلك إقامة مشروع مشترك مع شركتين هنديتين لإنتاج قسم من الصورايخ في مدينة حيدر آباد الهندية، وقد بدأت بالفعل عملية نقل المعرفة والتكنولوجيا اللازمة لذلك.

إلغيت الصفقة وتعد ضربة  لـ "رافائيل"، وضربة آخرى تلحق بهيبة الصناعات الأمنية الإسرائيلية التي أصبحت الهند أحد أهم الأسواق لمنظومات الأسلحة التي تنتجها.

في سياق آخر، يمثل الدين عاملاً محورياً في حياة الشعب الهندي، ويَدين حوالي 82% من سكان الهند بالهندوسية (وهي ديانة ترجع في أصولها إلى الهند)، ويوجد حوالي 12% يدينون بالإسلام خاصة من بين سكان الحضر، و2.3% مسيحيون، و2% سيخ، و4% بوذيون، بالإضافة إلى أقليات تدين بديانات أخرى وعلى الرغم من تعدد الأديان فإن الهند دولة علمانية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9