قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي كافة الخدمات الأساسية والمرافق الحيوية عن قطاع غزة، وذلك في إطار الحصار الكامل الذي فرضته قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين، على إثر عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة حماس فجر الست الماضي.
وأقدمت قوات الاحتلال على قطاع المياه كليًا عن قطاع غزة منذ مساء أمس الإثنين، ويأتي هذا الإجراء بعد قطع الكهرباء وخدمة الإنترنت عن القطاع في وقت سابق.
وحمّلت سلطة المياه، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الأوضاع الراهنة، وتبعات العدوان الغاشم على غزة، الذي أوقع مئات الشهداء، وآلاف الجرحى من أهلنا في القطاع، وخلّف دمارا هائلا.
واعتبرت سلطة المياه في بيان صدر عنها، بأنّ ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من محاولة لوقف الخدمات الأساسية من كهرباء وماء عن المواطنين في قطاع غزة كعقاب جماعي، هو جريمة حرب خطيرة سيكون لها عواقب وخيمة على الأرض.
وأوضحت أن انقطاع التيار الكهربائي، أثر بشكل خطير في تشغيل محطات التحلية ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، فحتى تاريخه، توقفت محطات التحلية في كل من شمال غزة والمحافظة الوسطى عن العمل بشكل كامل، فيما تقلصت كميات المياه من محطة تحلية الجنوب إلى حوالي النصف، أما محطات معالجة الصرف الصحي فهي متوقفة بشكل تام، كما أدى انقطاع الكهرباء إلى توقف آبار المياه الرئيسة أو انخفاض معدلات الضخ من هذه الآبار.
من جهته أعرب المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس الدر، عن القلق البالغ إزاء التدابير الإسرائيلية الرامية لقطع الكهرباء والغذاء والمياه والوقود عن قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا سيضيف معاناة إضافية للكارثة الحالية التي تواجهها العائلات الفلسطينية في غزة.
وحذر الدر من أن حرمان الأطفال من الوصول للغذاء والخدمات الأساسية يعرض حياتهم للخطر، إلى جانب الهجمات على المناطق المدنية والبنية التحتية بما في ذلك المراكز الصحية والمدارس وأنظمة المياه والصرف الصحي.
وكتب مدير شؤون إسرائيل وفلسطين في منظمة هيومن رايتس وتش عمر شاكر، في منشور على منصة إكس، "حرمان السكان في أراض محتلة من الغذاء والكهرباء يشكل عقابا جماعيا"، مضيفا أن "هذا النوع من الإجراءات يشكل جريمة حرب مثله مثل استخدام التجويع سلاحا، وعلى المحكمة الجنائية الدولية أخذ العلم بهذه الدعوة إلى ارتكاب جريمة حرب".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب يوم أمس الاثنين، عن قلقه الشديد بعد إعلان إسرائيل فرض حصار مطبق على قطاع غزة وقطعها الماء والكهرباء ومنعها دخول الطعام إليه.
وصرح غوتيريش بأن الوضع الإنساني في غزة سيتدهور بشدة، مؤكدا أن التصعيد العسكري الأخير نشأ من صراع طويل الأمد مع احتلال دام 56 عاما ولا حل سياسي يلوح في الأفق، على حد تعبيره.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي في وقت سابق أنه أمر بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة، وشدد على أن ذلك يترجم بالنسبة لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بـ"لا كهرباء ولا طعام ولا مياه ولا غاز. سنعلق كل شيء". كما أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها أمرت بقطع "فوري" لإمدادات المياه إلى غزة.
وتتواصل الاشتباكات في مواقع وبلدات الأراضي المحتلة في رابع يوم على عملية طوفان الأقصى، في وقت يشن فيه جيش الاحتلال غارات قال إنها الأعنف منذ سنوات على مختلف مناطق قطاع غزة. وبينما تجاوز عدد القتلى الإسرائيليين 900، أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع عدد الش هداء إلى 687.