واصلت قوات الاحتلال التركي عملياتها العدوانية في ريف الحسكة الشمالي مستهدفة قطاع الطاقة بشكل أساسي من خلال الطيران المسيّر، كما شنت هجمات بالمدفعية والصواريخ على خطوط التماس المباشر الواقعة إلى الغرب من المحافظة.
معلومات خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا"، أشارت إلى تنفيذ الطيران المسير خلال الأيام الأربعة الماضية ما يقارب 60 غارة استهدفت محطات تحويل الكهرباء والمنشآت النفطية بشكل أساسي إضافة إلى السدود الكهرومائية في المحافظة، حيث سجل استهداف محطات "القامشلي – عامودا – السويدية – تل تمر"، لتوليد الكهرباء إضافة إلى حقول نفطية مثل "ملا عباس – كرداهول – العودة – معمل الغاز في بلدة السويدية – محطة السعيدة – محطة الزرابة – أبار ليلان – أبار تل برهم – محطة تل خاتون"، إضافة إلى محطات ضخ النفط في عدد كبير من القرى، كما استهدف الطيران المسير التركي كل من "سد مزكفت – سد الجوادية – السد الغربي"، بنيران مباشرة.
وطالت عمليات الاستهداف قرى "الحمة – تل حبش – الركبة – الطويلة – قوس – كرحسناك – معشوق – السيحة – تل أيوب – المشيرفة – صفيّا – الكوزلية – تل طويل – أم الكيف – الدردارة"، كما تم استهداف معسكرات تدريب تابعة لـ قسد في كل من "جبل عبد العزيز الواقع جنوب غرب محافظة الحسكة– قرية خان الجبل الواقعة بالقرب من مدينة المالكية أقصى ريف المحافظة الشمالي الشرقي"، فيما سجلت عمليات تصفية لقيادات من قسد على "طريق الحسكة – تل تمر"، وداخل مدن الحسكة والقامشلي من خلال استهداف سياراتهم بشكل مباشر، الأمر الذي أرجعته مصادر "وكالة أنباء آسيا" إلى اختراق الاستخبارات التركية لـ قسد والحصول على معلومات دقيقة عن تحرك القيادات الميدانية وقيادات الصف الأول في تشكيلاتها.
ووسعت القوات التركية من عمليات الاستهداف لتطال كل من قرى "المالكية – شيروا"، في ريف حلب الشمالي الأوسط، إضافة إلى مواقع لـ قسد شمال مدينة منبج، وبالقرب من مدينة عين العرب وبلدة صرين بريف حلب الشرقي، كما طالت المحيط الشرقي والشمالي لبلدة "عين عيسى"، الواقعة بريف الرقة الشمالي الغربي، والتي تعد أهم النقاط من حيث الموقع لكون سيطرة القوات التركية عليها ستعني عزل مناطق سيطرة قسد في ريف حلب الشرقي عن محافظتي الحسكة والرقة، كما أن دخول القوات التركية لهذه البلدة سيعني فرض حصار كامل على مدينة "عين العرب"، التي تعد واحدة من أهم المدن في حسابات قسد على المستويين السياسي والإعلامي.
وتكشف مصادر طبية كردية من داخل مشفى فرمان في مدينة القامشلي، وهو المشفى الذي يعدّ من أهم المشافي العسكرية التابعة لـ قسد، بأن الخسائر البشرية للفصائل الكردية بلغت نحو 50 مقاتل غالبيتهم من عناصر حزب العمال الكردستاني من غير السوريين، وتؤكد المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لضرورات أمنية أن عدد الجرحى في صفوف قسد والكوادر الهندسية المشغلة لـ المحطات النفطية التي تحتلها وصل إلى ما يقارب 60 شخصاً، لافتة إلى خروج عدد من النقاط الطبية التابعة لـ قسد عن الخدمة نتيجة للضربات التركية من أهمها "مشفى كورونا"، في مدينة المالكية والذي حولته قسد إلى نقطة طبية عسكرية بعد أن تم تجهيزه من قبل المنظمات لمعالجة مرضى جائحة كورونا قبل عامين من الآن.
الإحصائيات الخاصة بـ وكالة أنباء آسيا تشير إلى استهداف القوات التركية لـ 55 موقعًا تابع لـ قسد من خلال الغارات الـ 60 التي نفذتها خلال الأيام الأربعة الماضية، كما تم استهداف قرى خطوط التماس الممتدة بين ناحية أبو راسين وبلدة تل تمر بريف الحسكة الغربي، وعلى امتداد الطريق الدولية M4 في الريف الغربي للمحافظة بعدد كبير من الصواريخ والقذائف المدفعية المتنوعة.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الغارات التركية التي نفذها الطيران المسير والمسجلة منذ بداية العام 2023 وحتى بداية التصعيد الحالي، كان يقف عند 31 غارة قتل فيها 40 من عناصر قسد من بينهم 21 قيادياً بمهام مختلفة، ومن بين القتلى 8 نساء من عناصر منظمة "حزب العمال الكردستاني"، ومع إحصائية التصعيد الذي ما زال مستمراً يكون عدد الغارات المسجلة منذ بداية العام 91 غارة، قتل فيها 90 مقاتل من قسد، وبلغ عدد النساء من القتلى 22 من بينهم أربعة من حملة الجنسية السورية فقط، والبقية من غير السوريات وهن مجندات في صفوف "الكردستاني"، كما إن عدد القيادات القتلى ضمن الإحصائية بلغ 36 قيادياً، منهم 11 سورياً فقط.