بشكل مفاجئ وغير متوقع تظاهر آلاف المواطنين بمدينة مرسى مطروح فجر اليوم الثلاثاء، رفضًا لترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثالثة وأخيرة وفقا للتعديلات الدستورية التي أجريت في 2019، وذلك في أعقاب حفل أقيم في عدد من الميادين للإعلان عن ترشحه بشكل رسمي.
وكشفت مقاطع مصورة نشرت عبر الفيسبوك، خروج التظاهرات فور إعلان الترشح رسميا، وقام المتظاهرون بالهتاف ضد النظام الحالي ومن ثم قاموا بتمزيق العديد من اللافتات الدعائية.
الأمر الذي أكدته حركة “الاشتراكيون الثوريون”، إذ قالت إن تظاهر أهالي مرسى مطروح جاء فور إعلان السيسي ترشحه رافضين توليه فترة رئاسية ثالثة.
ويؤكد عددٌ من شهود العيان، أن مواطني مطروح تجمعوا في شارع الإسكندرية بعد أن تم الإعلان عن إقامة حفل مجاني للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، غير أنهم فوجئوا أن أسباب الاحتفال مختلفة.
لكن في المقابل نقت وزارة الداخلية المصرية تلك الادعاءات، وقالت في بيان مقتضب نشرته فجرًا إن “مشاجرة نشبت بين بعض الشباب بمدينة مطروح بسبب التنافس على التقاط صور مع شعراء ليبيين، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مرتكبي الواقعة”.
وعلى الفور، تصدر وسم #بيان_الداخلية قائمة الأعلى تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وجه كثير من المواطنين انتقادات حادة إلى البيان وصياغته مؤكدين أنه مخالف للوقائع، وأن الأمر ليس مشاجرة كما تردد.
في المقابل، زعم عدد من الحسابات على موقع "X" أن مقاطع الفيديو غير حقيقية وأن الأمر يقتصر -كما أورد بيان الداخلية- على مشاجرة بين مجموعات من الشباب، وهو ما نفته صفحة "صحيح مصر" .
و أكدت منصة "صحيح مصر" المهتمة في تدقيق الأخبار والتصاريح المتداولة في فضاء مواقع التواصل، صحة مقاطع الفيديو القادمة من المدينة المصرية، وقالت في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "في الوقت الذي ادعت فيه وزارة الداخلية، وجود مشاجرة بين بعض الشباب بمدينة مرسى مطروح بسبب التنافس على التقاط صور مع شعراء ليبيين، فقد أكد تحقيقنا أن الفيديوهات المتداولة صحيحة".
في السياق، عاد عدد من النشطاء والسياسيين إلى التدوين مجددًا تحت هاشتاج "مدتين كفاية"، وذلك عقب إعلان السيسي ترشحه رسميًا، وأعلن السياسيون والنشطاء عن غضبهم من ترشحه وبخاصة مع التدهور الذي تشهده البلاد على مدار السنوات العشر الماضية، وهي مدة حكم السيسي.
وسبق قرار الترشح جدلًا أثاره الرئيس المصري، وذلك في أعقاب تحذيرات أطلقها عن سهولة هدم مصر وإشاعة الفوضى بالبلاد حال اندلاع مظاهرات. إذ قال خلال كلمته بفعاليات اليوم الثاني لمؤتمر «حكاية وطن»: أنا ممكن أدي شريط ترامادول و1000 جنيه لـ100 ألف إنسان ظروفهم صعبة وأنزلهم 10 أسابيع يعملوا حالة، يمكن أهد بلد بمليار جنيه، يعني بمبلغ ناس بتصرفه في حفلة».
وهي التصريحات التي أثارت الجدل والغضب لدى السياسيين، حيث اتهمه البعض بتهديد المعارضين له بإمكانيه هدم البلاد وإثارة الفوضى بها، وهو ما ذكّرهم بكلمة الرئيس السابق "حسني مبارك" في أعقاب ثورة يناير"أنا أو الفوضى".
والأسبوع الماضي، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية أن الانتخابات الرئاسية في البلاد ستجرى في كانون الأول/ ديسمبر القادم.
وقال رئيس الهيئة وليد حمزة في مؤتمر صحفي، إن الانتخابات الرئاسية ستجرى على مدى ثلاثة أيام من 10 إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر، أي قبل قرابة الأربعة أشهر من انتهاء الولاية الحالية لرئيس النظام عبد الفتاح السيسي مطلع نيسان/ أبريل المقبل.
وذكرت الهيئة الوطنية للانتخابات أن فتح طلبات الترشح سيكون يوم الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر، على أن يكون آخر موعد لسحب طلب الترشح في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، وإعلان قائمة المرشحين وبدء الحملة يوم التاسع من الشهر نفسه، فيما حددت الهيئة تاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، كآخر موعد لتراجع المرشحين عن ترشحهم للاستحقاق.