أثار إعلان المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، تخريج دفعة أولى من الأئمة المرشحين للعمل في وزارة الأوقاف، من كلية الضباط الاحتياط، بعد تدريبهم فيها، حالة من الجدل والتساؤل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية.
وبدأت فاعليات التخرج بعرض فيلم تسجيلي لإدارة الشؤون المعنوية، لمراحل إعداد وتنفيذ الدورة التدريبية، وقال إنه بناءً على أحدث الأساليب العلمية المتبعة في منشآت القوات المسلحة التعليمية، وأن هذا يأتي ضمن حرص القوات المسلحة على تأهيل الكوادر في كافة المجالات، وفقًا للبيان العسكري.
ووفقا لبيان المتحدث العسكري، فإن الهدف من ذلك "بناء الوعي المجتمعي وتحصين الأجيال القادمة ضد الفكر المتطرف والهدام وتحقيقًا لرؤية الدولة المصرية".
وأثار الإعلان عن تخرج هذه الدفعة من الأئمة موجة سخرية وانتقادات لما عده ناشطون "عسكرة للمؤسسات الدينية والمدنية"، مستشهدين باشتراط إجراء اختبارات للمتقدمين إلى عدد من الوظائف المدنية داخل أكاديميات عسكرية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها تخريج دفعات من المرشحين للعمل في وظائف حكومية من كليات عسكرية، فالعام الماضي تخرجت للعمل في وزارة النقل ومصلحة الضرائب بالإضافة لوزارة التربية والتعليم، وملحقين دبلوماسيين.
من جهته يقول مصدر سياسي فضل عدم ذكر اسمه، أن ما يحدث بناءً على "توجيه رئاسي" يلزم المرشحين للتعيين للحصول على دورة تأهيل في الكلية الحربية لمدة 6 أشهر. وأضاف ليس التعين فقط لكن الترقيات أيضاً، ووصل الأمر إلى التوسع في إنشاء مدارس التأسيس العسكري.
وتساءل رواد مواقع التواصل الإجتماعي في مصر عن علاقة الأئمة والخطباء بكلية ضباط الاحتياط؟، وعن إصرار الرئيس المصري في توسع اختصاصات القوات المسلحة، وسيطرت الجيش على كافة المؤسسات ومفاصل الدولة.
وأوضح المصدر لوكالة أنباء آسيا أن هذا ما هو إلا تهميش للهيئات والوزارات المدنية، لصالح المؤسسات العسكرية، وهو ما يجعل تلك المؤسسة المرموقة تنشغل عن أداء مهمتها الرئيسية.
وتنقسم فترة التدريب في الكلية إلى مرحلتين أساسيتين، تبدأ بالإعداد ومدتها 3 أشهر، إذ يتم فيها إعداد الطالب بأساسيات الحياة العسكرية والانضباط العسكري ورفع الكفاءة البدنية، أما المرحلة النهائية فيتم فيها التركيز على المهارات الأساسية لوظيفته المقبلة ورفع قدرته على التحمل.
الجدير بالذكر أنه في فبراير/شباط الماضي، شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جانبا من اختبارات المتقدمين للالتحاق بعدد من الوظائف في الهيئات التابعة لوزارة النقل، التي تتم بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية.