كيف حولت إسرائيل هواتفنا الى أدوات للتجسس؟

زينة أرزوني – وكالة أنباء آسيا

2023.09.20 - 06:49
Facebook Share
طباعة

كيف حولت إسرائيل هواتفنا الى أدوات للتجسس، وكيف إستغلت التكنولوجيا والاعلانات لإختراق أمننا وأمن الدول التي نعيش فيها؟


قد يكون في الامر مبالغة، ولكن في حرب الاستخبارات وخصوصاً عند عدو يخاف على امنه، ويحاول دائماً إختراق اي دولة بهدف تحصين نفسه، يصبح كل شيء مباح، فما بالنا إن كانت إسرائيل هي التي تقف وراء هذه الشركات، عندها تسقط كل معاير الانسانية والخصوصية.


هذه الحرب الاستخباراتية، كشفها تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس"، حول تطوير شركات الاحتلال تقنيات التجسس على البشر، بأساليب قد لا تخطر على بال أحد، فهذه الشركات الإسرائيلية تستخدم تقنيات تجسس بواسطة مواقع دعائية.


وبحسب ما نشرته الصحيفة، هناك عدد من الشركات الإسرائيلية طورت تقنيات تعرف كيفية استخدام نظام الإعلانات لجمع المعلومات وتتبع المواطنين، ويمكن تعقب مئات الآلاف من الأشخاص، إن لم يكن الملايين بهذه الطريقة، فبينما تتنافس ملايين الإعلانات على حق الظهور على شاشتنا، تبيع شركات إسرائيلية سرية تكنولوجيا تحول هذه الإعلانات إلى أسلحة قادرة على اختراق حاسوبنا أو هاتفنا.


إحدى هذه الشركات، التي تم الكشف عنها تسمى Insanet، مملوكة لمسؤولين أمنيين سابقين، من بينهم الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الاسرائيلي داني أرديتي.


كيف إذاً حولت إسرائيل الإعلانات إلى سلاح حرب في ساحة المعركة الرقمية؟


تقوم هذه الشركة باستخدام المعلومات التي تجمعها الكيانات التجارية لأغراض استخباراتية، ويتم تحويلها إلى منتج أمني بمساعدة رجال أعمال إسرائيليين في مجال التكنولوجيا الفائقة.


إستغلت إسرائيل أزمة انتشار وباء كورونا، وملازمة غالبية الافراد المنازل واعتمادهم بشكل كبير على التكنولوجيا والانترنت، فعرضت شركة أسسها إريك بانون، أحد رواد الهجوم السيبراني الإسرائيلي على الشاباك خدمة تتبع قائمة على الإعلانات، حيث تقوم الشركة بتسويق منتج استخباراتي قائم على الإعلانات يسمى AdHoc لعملاء إنفاذ القانون والعملاء التجاريين، لا تتم مراقبة منتجاتها ولا تعتبر أمنية.


كيف تعمل هذه الأداة؟


تقوم الشركة بتجميع ملف تعريف إعلاني دقيق للجمهور المستهدف، واعتماداً على الملف الشخصي، يتم إنشاء حملة إعلانية مصممة خصيصاً لتناسب أبعاد الجمهور المستهدف وتزويدها بالإعلانات.


في الخطوة التالية، يتم إدخال برامج تجسس أو محتوى ضار في الحملة نفسها، وبمساعدة أحد المعلنين أو البنية التحتية الإعلانية، يتم تحميل إعلان مصاب إلى منصة تبادل الإعلانات، وعندما يتعرض الهدف للإعلان، يتم حقن تعليمات برمجية ضارة في أجهزته.


ومع تحول الجميع إلى الهواتف المحمولة، فقدت وكالات الاستخبارات القدرة على الاستماع إلى المواطنين من خلال نظام الهاتف الأرضي، فسارعت هذه الوكالات الى ايجاد طرق للدخول الى اجهزتنا، حيث طورت شركات إسرائيلية مثل NSO وKendiro، تقنيات لاختراق الأجهزة المحمولة باستخدام تقنية النقر الصفري- أي دون علم الشخص المهاجم بالأمر أو اتخاذ أي إجراء على الجهاز، حيث يمكن لبرامج التجسس والقرصنة مثل Pegasus اختراق الهاتف وتحويله إلى أداة تجسس تعمل ضد صاحبه من خلال استغلال نقاط الضعف الأمنية، والدخول إليه بطريقة متطورة عبر النافذة الأمامية للهاتف بفضل عالم الإعلانات الذي يحرك الإنترنت.


فمع كل نقرة على الاعلانات التي تتسابق امامك على شاشة الهاتف تأكد أنك عرضة للتجسس من قبل شركات إسرائيلية ستستخدمك لحظة تجدك أنك الهدف الذي يمكن الاستفادة منه في المجال الامني او التجاري او المالي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3