استقطاب فئة الشباب من قبل "الشبيبة الثورية" يغضب الأهالي في الحسكة

اعداد سامر الخطيب

2023.09.12 - 01:32
Facebook Share
طباعة

ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة العمليات التي تقوم بها ما تسمّى بـ"الشبيبة الثورية"، وهي من القوى التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، في شمال شرق سورية، لجهة خطف أطفال لتجنيدهم في صفوفها، أو الاعتداء على مقرات أحزاب كردية معارضة، والقيام بأعمال تخريبية، وهو ما يتسبّب باستياء شعبي كبير، خصوصاً أن "الإدارة الذاتية" ذات الطابع الكردي التي تسيطر على تلك المنطقة لم تردع حتى اللحظة هذه المنظمة.


وكشفت مصادر أهلية أن أفرادًا من الشبيبة الثورية العاملة ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، استقطب الشابة إينان عثمان التي تبلغ من العمر 18 عاما، من مدينة القامشلي، برغم من جميع المناشدات والمطالبات بإيقاف استقطاب المدنيين والأطفال وعسكرتهم.


وفرت الشابة من منزل ذويها والتجأت إلى الشبيبة الثورية، بعد أن خضعت لمعسكر ترفيهي.


وتواصل بدوره مدير المجمع التربوي في مدينة القامشلي وأبلغ ذويها بأن ابنتهم عند الشبيبة الثورية “جوانن شورشكر”، وعلى إثر ذلك، خرج ذوو الفتاة في وقفة احتجاجية أمام المجمع التربوي مطالبين بإعادة ابنتهم على الفور.


وتنشط هذه القوة في خطف الأطفال من ذكور وإناث في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، من دون أي تحرك من هذه الأخيرة لردع "الشبيبة الثورية" التي بات اسمها مقروناً بالأعمال التخريبية والخطف.


واستقطب "الاتحاد الديمقراطي" أبناء الأحياء الفقيرة في المناطق الكردية، وفق المصادر، التي أشارت إلى أن هذا الحزب بدأ في الآونة الأخيرة إغراء شبان عرب بالمال للانتساب إلى "الشبيبة الثورية".


وبيّنت المصادر أن "الاتحاد الديمقراطي" المهيمن على قوات "قسد" عبر ذراعه العسكرية "الوحدات الكردية"، يعتمد على "الشبيبة الثورية" في ترهيب معارضيه في الشارع الكردي، خصوصاً أحزاب المجلس الوطني الكردي.


وأشارت إلى أن هناك استياء شعبياً في مناطق سيطرة "قسد" من تجاوزات "الشبيبة الثورية"، خصوصاً لجهة اختطاف القصّر أو إغرائهم بالمال للتطوع في صفوفها أو في "قسد".


وبيّنت هذه المصادر أن المنظمة "ليست حديثة التأسيس"، مشيرة إلى أن "العمال الكردستاني" شكّلها في التسعينيات من القرن الماضي في مقره الرئيسي بجبال "قنديل". ولفتت إلى أن هذه المنظمة "استمرت تحت أسماء مختلفة وصولاً إلى اسمها الراهن، الذي بات أخيراً "شبيبة الثورة السورية".


وأشارت إلى أن "لهذه المنظمة دوراً سلبياً في الحراك السياسي الكردي في سورية"، مضيفة أنها "دائماً ما تقوم بحرق مقرات المجلس الوطني الكردي وتخطف القصّر والأطفال لزجهم في معسكرات تابعة للعمال الكردستاني في جبال قنديل".


وبيّنت المصادر أن هذه المنظمة "خطفت ناشطين سياسيين ومعارضين لحزب الاتحاد الديمقراطي، واعتدت على اعتصامات لمدنيين يطالبون باسترجاع أبنائهم"، مشيرة إلى أن "الشبيبة الثورية" تعتبر نفسها فوق قوانين الإدارة الذاتية، خصوصاً ما يسمّى العقد الاجتماعي المعتمد من قبل هذه الإدارة في مناطق سيطرتها في شمال شرق سورية"، وفق المصادر.


وكان مظلوم عبدي قد وقّع عام 2019، باسم قواته، مع الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح فيرجينيا غامبا، اتفاقية حول منع تجنيد الأطفال دون سن الـ18.


إلا أن الوقائع تشير إلى أن هذه القوات لم تقم بما عليها لوضع حد لخطف القصّر من قبل "الشبيبة الثورية" وزجهم في معسكرات تدريب لحزب العمال الكردستاني. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6