المرحلون من تركيا.. بين مطرقة الاتراك وسندان الفصائل
اعداد سامر الخطيب
رحلت السلطات التركية، أمس، 20 لاجئاً سورياً إلى مدينة رأس العين، ضمن منطقة “نبع السلام” بريف الحسكة، بعد إجبارهم، بحسب روايتهم، على التوقيع على أوراق تؤكد على موافقتهم على العودة الطوعية، بينما الواقع لا يوحي بذلك، حيث رمي بهم على أرصفة مدرسة عبدالكريم كوسا، دون السماح لهم بدخول المدرسة، من قبل الفصائل الموالية لأنقرة.
ووفقاً لنشطاء محليين، فإن هؤلاء المرحلين يعانون ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة، موجهين نداءهم للمجتمع الأوروبي والمنظمات الإنسانية، بإيلاء ملف الترحيل القسري أهمية قصوى، في ظل انعدام مقومات الحياة في سوريا، فضلاً عن غياب الأمن والاستقرار وسط استمرار آلة الحرب ضد السوريين.
ورحلت السلطات التركية منذ مطلع آب الجاري نحو 500 سوري إلى مناطق عملية “نبع السلام” عبر معبر تل أبيض بريف الرقة الشمالي، حيث تعمل على نقل السوريين من مختلف المحافظات إلى مناطق “نبع السلام” في ريف الرقة، التي تعد مناطق معزولة عن بقية مناطق الفصائل.
ووفقا للمصادر، فإن عمليات الترحيل جرت على دفعات، وبشكل يومي، حيث يتم نقل المرحلين من الولايات التركية إلى “نبع السلام” المعزولة عن بقية مناطق الفصائل في شمال سورية.
يذكر ان الهجوم التركي على شمال شرق سوريا (تشرين الأول/أكتوبر 2019)، الذي أطلقت عليه تركيا اسم عملية نبع السلام هي عملية عسكرية وغزو للأراضي السورية، قامت بها القوات المسلحة التركية وفصائل المعارضة المتحالفة معها ضد المناطق الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية.م
وبدأت العملية العسكرية في 9 أكتوبر 2019 عندما شنت القوات الجوية التركية غارات جوية على البلدات السورية الحدودية. وذلك بعد أن بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب من شمال شرق سوريا، بعد عدّة أعوام من تدخلها العسكري في الحرب الأهلية المندلعة في البلاد، حيث كانت تدعم قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية .
تم الإبلاغ عن انتهاكات لحقوق الإنسان، حيث صرحت منظمة العفو الدولية بأنها جمعت أدلة تشير إلى أن القوات التركية والمجموعات المسلحة المدعومة منها قد «أبدت تجاهلًا مخزيًا للحياة المدنية، وارتكبت انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل المتعمّد والهجمات غير القانونية التي أدّت لقتل وجرح المدنيين».
