صراع داخلي ضمن صفوف هيئة “تحرير الشام”

اعداد سامر الخطيب

2023.08.20 - 11:29
Facebook Share
طباعة

 أطاحت ”هيئة تحـ ـرير الشام” بالرجل الثاني في “الهيئة” وعضو مجلس الشورى، ميسر بن علي الجبوري (الهراري) المعروف بـ”أبو ماريا القحطاني”.
وأصدرت “تحـ ـرير الشام”، التي يقودها “الجـ ـولاني”، بيانًا نص على تجميد مهام وصلاحيات “القحطاني”، ما أبقاه خارج حسابات “الهيئة” ولو مؤقتًا، وأظهر شرخًا عميقًا في رأس هرم الفصيل، تبعه حديث عن صراع بين تيارات ومكوّنات الصف الأول.
بيان حمل لهجة “لطيفة خفيفة الحدة”، مقارنة ببيانات “الهيئة” بحق قياديين سابقين إثر خلافات سابقة معهم أو اعتراضهم على سياسات “تحـ ـرير الشام”، أمثال الشرعي السابق في صفوف “الهيئة” طلحة الميسر المعروف بـ”أبو شعيب المصري“.
ويحيط بـ”القحطاني” مصير مجهول بعد تجميد صلاحياته، خاصة أنه من مؤسسي “الهيئة” (“جبهة النصـ ـرة” سابقًا) وصانع قرار فيها، ويدير ملف قتالها لتنظيم “د ا ع ش”، ويشارك في ملفات توسع “تحـ ـرير الشام” باتجاه أرياف حلب.
تجميد مهام “القحطاني” كان الأبرز والحلقة الكبرى التي كُشفت من مسلسل قضية “العمالة”، كما أن وجود قياديين من “الهيئة” في سجونها لنفس الاتهامات، يتناقض مع رواية “تحـ ـرير الشام” بأن “العمالة” كانت من عناصر ومنتسبين جدد لصفوفها.
وأصدرت الهيئة، في 17 من آب الحالي، بيانًا نص على تجميد صلاحيات ومهام “أبو ماريا القحطاني”، بسبب “خطئه في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه”، حسب قولها.
وقالت “الهيئة”، إنها جمّدت صلاحيات ومهام “القحطاني” بعد استدعائه لورود اسمه في بعض التحقيقات، وذكرت أنها ساءلته بكل “شفافية ووضوح” تقديرًا منها لدرء الشبهات وإزالة اللبس، وتبين للجنة التحقيق أن ” القحطاني” أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل، وفق قولها.
ولم توضح “الهيئة” أي تفاصيل عن طبيعة هذه التواصلات ولا الجهات التي يتواصل معها.
ولم تذكر “الهيئة” العدد الكلي لـ”العملاء” وماهية المعلومات المسربة، في حين وصل عددهم إلى 220 معتقلًا، وفق ما نشره القيادي السابق في “تحـ ـرير الشام” والمنشق عنها صالح الحموي، وحسابه المعروف بـ”أس الصراع في الشام“، لافتًا إلى أنه ليس كل معتقل متورطًا، إنما هناك تصفيات وخصومات داخلية.
وذكرت حسابات تتبع لقياديين معارضين لـ”تحـ ـرير الشام” ومنشقين عنها، أن “الهيئة” تشهد صراعًا بين تيارَين داخلها، الأول داعم لـ”أبو ماريا القحطاني” يضم كتل المنطقة الشرقية وعلى رأسها الشرعي في “الهيئة” مظهر الويس.
أما التيار الثاني فهو ناقم على “القحطاني”، ويضم قياديي الصف الأول “أبو أحمد حدود”، ورئيس المجلس الشرعي في “تحـ ـرير الشام”، عبد الرحيم عطون (أبو عبد الله الشامي).
من جهتها، اعتبرت “تحـ ـرير الشام” في بيان تجميد الصلاحيات أن الأخبار المتناقلة عن “القحطاني” كانت مضخمة، وتصب في سياق “التضليل والاستهداف المنظم الميداني والإعلامي” ضد الثورة.
وقال القيادي السابق في “الهيئة” والمنشق عنها صالح الحموي، قبل بيان تجميد الصلاحيات بيوم، إن ما يحدث هي تصفيات داخلية خرجت عن سيطرة “الجولاني”، فلو كانت لـ”القحطاني” علاقة بخلايا “التحالف” لكان هرب منذ أشهر عندما كُشفت أول خلية، وذكر أن كتلة مدينة بنش (في الهيئة) جهزت ملفًا فيه اعترافات من عناصر بعضهم محسوب على “القحطاني” أغلبها تلفيق ليوقعوه وهذا ما تم، وأن قطاع الشرقية تخلى عنه.

من “أبو ماريا القحطاني” ؟
“أبو ماريا” و”أبو الحمزة” هو ميسر بن علي الجبوري القحطاني، الملقب بـ”الهراري” نسبة إلى قرية هرارة العراقية، التي انتقل إليها من قرية الرصيف بعد ولادته فيها عام 1976.
وشارك “القحطاني” في تأسيس “جبهة النـ ـصـ ـرة” بعد ثماني سنوات من عمله داخل تنظيم “القـ ـاعدة” في العراق، وصار نائبًا لزعيمها “الجـ ـولاني”.
وعمل “القحطاني” شرعيًا في “النصرة” و”أميرًا” للمنطقة الشرقية من سوريا مع بداية العمل المسلح عام 2012.
ويُعرف “القحطاني” الحاصل على دبلوم في الإدارة من جامعة “بغداد”، وبكالوريوس في الشريعة، بعدائه للتنظيم الذي يهاجمه باستمرار.
وتتلمذ على يد مشايخ أبرزهم “أبو عبد الله المياحي” والشيخ فارس فالح الموصلي، كما أجازه الشيخ عبد الرزاق المهدي، الذي انشق عن “تحرير الشام”، ثم عمل مستقلًا في كانون الثاني 2017.
في السنوات الماضية، شارك “القحطاني” مع القيادي في “الهيئة” جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور) في قيادة “جهد سري” لتوسيع نفوذ “تحرير الشام” في أرياف حلب، من خلال التفاوض والتوسط في ترتيبات مواتية مع الفصائل “المرنة” في “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6