التقى وفدٌ روسي، أمس، الجمعة، برفقة قيادات من قوات سوريا الديمقراطية وجهاء عشائر مدينة الحسكة، حيث ناقش الطرفان خلال الاجتماع مطالب العشائر بعد التوتر الذي حصل مؤخراً بين قبيلة الجبور و “الدفاع الوطني” في المدينة.
وشهدت مدينة الحسكة منذ أيام توتراً كبيراً بين قبيلة الجبور و مقاتلي الدفاع الوطني وذلك على خلفية اتهام قائد الدفاع الوطني بالاعتداء على شيخ قبيلة الجبور عند أحد حواجزها العسكرية داخل المربع الأمني، الأمر الذي أدى إلى رد فعل عشائري كبير وتضامن معظم العشائر العربية مع قبيلة الجبور لوضع حد لتصرفات تلك القوات وترحيل قائدها وعناصرها من مدينة الحسكة، على حد تعبيرهم.
وتداول ناشطون أنباء مفادها أنّ السلطات السورية عزلت قائد “الدفاع الوطني”، في مدينة الحسكة ، عقب مهلة منحها وجهاء قبيلة الجبور على خلفية الاعتداء وسط استمرار الاستنفار من قبل القوات السورية.
وطالب أبناء القبيلة بطرد قائد الدفاع الوطني في مدة أقصاها 24 ساعة، كما هددوا باقتحام المربع الأمني.
بالتوازي مع التوتر في المدينة، تدخّل مسؤولون مدنيون وعسكريون للوساطة وحل الخلاف بين الطرفين، وبالمقابل، وصلت وحدات التدخل السريع التابعة لـ”الأسايش”، وانتشرت في خطوط التماس، لضبط المنطقة وخوفا من تطور الأوضاع.
لاحقا، أقدم قائد الدفاع الوطني المدعو “عبد القادر حمو” على نشر صورته الشخصية برفقة عناصر على مواقع التواصل الاجتماعي، ينفي ما تم تداوله حول عزله من منصبه ومغادرته المنطقة، في تحدٍ صريح، تزامناً مع وصول تعزيزات من عشيرتي البكارة و العكيدات من الشدادي وديرالزور إلى مدينة الحسكة.
وخرج مئات المتظاهرين مع مسلحين عشائريين وصلوا إلى المربع الأمني الذي يخضع لسيطرة الجيش السوري في مدينة الحسكة، وتجمع المئات من المسلحين عند دوار الإطفائية، يحملون أسلحة فردية متنوعة، وطالبوا الجيش السوري المتواجد في المربع الأمني، بتسليم قائد الدفاع الوطني قبل مهاجمة المقار في المربع الأمني. وفي سياق ذلك، تحركت تعزيزات من أبناء القبيلة من الصور وتل الشاير والشدادي وقانا والحدادية والرقة، لمساندة أبناء قبيلتهم الذين يستعدون لاقتحام المربع الأمني في الحسكة.
وأصيب عنصر حاجز الهجانة بالقرب من دوار الكراج، كما أصيب 4 أشخاص آخرين من أبناء قبيلة “الجبور” بجروح متفاوتة، في استهدافات متبادلة بين الأخيرة وعناصر من الدفاع الوطني خلال الساعات الفائتة، بالقرب من المربع الأمني في مدينة الحسكة، حيث جرى نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسط توتر كبير في المدينة.
وبهذا الخصوص أعرب شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة عن تضامنهم مع قبيلة الجبور مطالبين بطرد الدفاع الوطني من المدينة.
كما أعلنت قبيلة “الجبور” النفير العام وبدأت بحشد أبنائها، ودعت للتجمع في حي الكلاسة بجانب كلية الزراعة في الحسكة، بعد فشل المفاوضات بشأن حل “الدفاع الوطني”، وسط حالة من الفوضى العارمة التي سادت المحافظة.