مصادر الممانعة: "الكحالة" لبنانية كما بنت جبيل والمشروع الاميركي الاسرائيلي لن يمرّ

كتبت زينة أرزوني- وكالة أنباء آسيا –بيروت

2023.08.12 - 12:14
Facebook Share
طباعة

هل لبنان متجه لحرب أهلية؟؟
 
وهل الحلم الاسرائيلي باشغال حزب ال له بأعداء داخليين سيتحقق؟؟
 
أسئلة يحملها كل المطّلعين على خفايا السياسة المحلية والدولية في لبنان، والاجابات تختلف ما بين طرف وآخر.
 
على الجانب المرتبط بالمشاريع التطبيعية مع اسرائيل في لبنان من حلفاء واشنطن المعروفين وصولاً الى "السياسيين الجدد" من أعضاء جماعات المنظمات الممولة من المصادر الأوروبية والغربية والأميركية، التي تراهن عليها واشنطن لتشكيل طبقة سياسية لبنانية موالية لها تستبدل بها الطبقة الحالية، يوجد قناعة بأن الأميركيين لن يتركوا لبنان، ولن يراهنوا على أي تسوية دولية او اقليمية تمنح حزب ال له وقتاً للراحة كما كان حاصلا في زمن الوصاية السورية.
 
بالنسبة لهؤلاء الخيار هو بين أمرين، إما أن يقبل حزب ال له بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني وإلى حكومة منتخبة ورئيس جمهورية سيادييان، وإما أن الانفصال ما بين اللبنانيين السياديين وأولئك المرتبطين بإيران ومصالحها الإقليمية سيحصل بقوة الواقع المحلي والدولي الداعم، وهناك في الكونغرس وفي البرلمان الأوروبي وفي أروقة صنع القرار الغربي من صار يحمل هذا المشروع بشكل جدي ليفرضه على الحكومات لأجل لبنان واللبنانيين.
 
ما سيحصل برأي مقربين من قوى "السياسيين الجدد" ورثة قوى الرابع عشر من آذار،هو ما يلي: أن أميركا لن تقبل بعد اليوم الا بلبنان سيادي مستقل عن النفوذ الإيراني.
 
هذا الكلام نقلناه الى وزير لبناني سابق من المحسوبين على قوى الممانعة الذي علق على رأي من أسماهم جماعة واشنطن فقال: "انظروا الى رياض سلامة إنه يحترق بنار الدعم الاميركي الكندي البريطاني. هذه أميركا التي نسيتم مشهد مروحياتها التي يقفز عملائهم إليها فيرفسونهم سواء في افغانستان مؤخراً أم في فيتنام في منتصف السعبينيات. أميركا عظيمة ووفية فقط في وفائها للاجرام الاسرائيلي لا أكثر ولا أقل، وكل من هم في لبنان من واهمين ومتبجحين وغادرين وسفهاء وشاذين يتربصون باللبنانيين، ويهددونهم بشعر خالتهم الأميركية هؤلاء لا يفقهون في أبسط قواعد قياس القوة السياسية الدولية وتأثيرها على لبنان، هذه القوى التافهة تعرف أن الأميركي يعتبرهم أدوات لكنهم مثل الخادم الأسود في قصر مالك آلاف العبيد الأفارقة. لأنه يعمل في القصر صار أشد قسوة على أهل جلدته من الأسياد البيض المجرمين. يسمونه العم توم وأنا اسميهم العم "مارك" اللبناني. لهؤلاء أقول إتقوا الله في أنفسكم وفي الناس".
 
ويضيف: "أميركا في شرق الفرات بحماية روسية، وأميركا في التنف بحماية روسية، وقبل وصول الروس الى سورية لم يدخل جندي تركي أبدا الى سورية بل إعتمدوا على الارهاب.
 
قديما قال السيد نصر ال له للأميركيين في خطاب علني، لو جئتم لاحتلال لبنان سنقيم الأفراح والاحتفالات، لأننا نتكلف الكثير لملاحقتكم في كل مكان تحتلونه، ولو جئتم إلينا ستوفرون علينا تكاليف الانتقال والسفر. هنا سيسحق المقاومين جيش الولايات المتحدة كما سحقنا ربيبه الاسرائيلي.
لهؤلاء المتكلين على أميركا أقول، طالبان ليست اقوى من حزب ال له ولا أميركا في لبنان أقوى منها في افغانستان".
 
ولدعاة التقسيم، في لبنان توزّع طائفي ديمغرافي متصل للمسيحيين والسنة والدروز، وحدهم الشيعة يعيشون في مناطق تمر خطوط اتصالهم بالمناطق الطائفية المختلفة عنهم، وبحسب الوزير السابق "هؤلاء الذين تتعرضون لهم في كل مناسبة تتاح لكم بالقتل والغدر لم يردوا عليكم قط إلا حين لامستم التعرض لسلاحهم وذاك سلاح إشارة فقلبوا عالي نظامكم المدعوم من واشنطن ومن كل الدنيا في سبعة أيار فهرب عشرات الضباط الأجانب بالبحر واليخوت الى قبرص واعتقل غيرهم وسلموا لاحقاً للجيش في بضع ساعات. انتم الآن لا تلامسون خطوط هاتف ارضية لسلاح الإشارة أنتم تتعرضون بالسلاح والغدر والقتل ومحاولة المصادرة لسلاح قاتل اسرائيل وهزمها وطرد الأميركيين من بيروت حين كان هذا السلاح بيد 500 مقاتل من حزب ال له فقط، وهذا السلاح ومن معه في الإقليم دمّر دولة "د ا ع ش" وأقام أعمدة أساس لا تنهار قط في مواجهة 180 دولة حاولت اسقاط بشار الأسد وسورية بيد الارهاب. هذا السلاح الذي تقولون أنكم ستقسمون لبنان لتنهوه، والذي يهدّده أقزام من قصور بائدة أنعشها الاسرائيلي والأميركي اعلاميا بالمال والوسائل الفتنوية، هؤلاء دعاة الغرائز كتيبة من "د ا ع ش" أقوى منهم وحزب ال له ومن معه من وطنيين لبنانيين مسيحيين ودروز وسنة وملحدين، هؤلاء جميعا هزموا "د ا ع ش" والن صر ة وسيسحقون كل من يريد التعرض لسلاح المقاومة أو للجيش او للسلم الاهلي في لبنان أو لسيادة لبنان التي تحميها المقاومة ويحميها الجيش بمواجهة الفتنة والاسرائيليين "فروقوا الله يرضى عليكم" في كم شاب بعد ما هاجروا من جماعتكم لا تلعبوا بالناس لأنكم أول من سيحترق بها.
 
الوزير السابق عرض الوقائع التالية وقال: "إذا وضعنا حادثة انقلاب الشاحنة في خانة الصدفة، واعتباره حادث سير عادي تتعرض له السيارات يومياً على كوع الكحالة الموصوف بخطورته لشدة إنحداره، فليس من باب الصدفة الموقف العدائي وفتح النار على العناصر المكلفة بحماية الشاحنة ومنع الاقتراب منها"، متسائلاً من الذي اعطى الأمر للانتشار المسلح على الارض وإطلاق النار، هل هي جهة معينة داخلية أو خارحية، سعت الى استدراج العناصر إلى الرد بالمثل والتسبب بوقوع إصابات، لجرهم الى مشكلة تسبب بفتنة داخلية واسعة تتوافق مع نوايا مؤكدة لدى اسرائيل بمهاجمة الحزب والاعتداء عليه، بحجة امتلاكه صواريخ وأسلحة نوعية تشكل تهديداً له.
 
التشهير الاعلامي وفضح حمولة الشاحنة من قبل وسائل اعلام مصادر تمويلها معروفة، خدمت العدو الإسرائيلي في مشروعه، وبدا كأنه إستكمالاً لما تقوم به إسرائيل في سوريا والعراق من اعتداءات جوية وصاروخية لمناطق يقول إعلامها انها تحتوي على مخازن اسلحة تابعة للحزب، بحسب تعبيره.
 

وإذا ما أردنا تكبير المنظار أكثر، والخوض في نظرية المؤامرة، نجد ان تضخيم الحادثة إعلاميا هذه المرة، أكثر مما حصل قبل أعوام سابقة في بلدة شويا الجنوبية ذات الغالبية الدرزية، نجد ان الهدف بحسب الوزير السابق هو قطع "وصلة الكحالة" للطريق الممتد من العراق عبر سوريا الى لبنان وصولاً الى الجنوب، والهدف قطع طريق امداد المقاومة بالاسلحة، وهو ما يتزامن مع محاولات وإجراءات اميركية تحصل في سوريا لقطع الطريق البري بين العراق وسوريا، والذي يشكل شرياناً لوجستياً رئيسياً للمقاومة، مؤكداً في الوقت نفسه كيف الحزب أسقط هذا المشروع خلال سنوات الحرب في سوريا والعراق، وعمل على تأمين طريق الامداد اللوجستي والعسكري للمقاومة، الممتد براً من إيران مروراً بالعراق فسوريا ولبنان، فمن المؤكد ان هذا المشروع سيسقط بفضل حكمة اللبنانيين الغيورين على بلده، وبفضل وحدة الشعب رغم "الإسفين" الذي يُدق بينهما في كل مرة، معتبراً ان الكحالة كبنت جبيل والمشروع المتنقل الذي يستهدف مناطق على طول الخط الساحلي باتجاه الجنوب لن يمر حتماً، بحسب تعبيره. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10