مشروع اسرائيلي يمتد من مخيم عين الحلوة الى فلسطين

زينة أرزوني- بيروت

2023.08.07 - 10:30
Facebook Share
طباعة

لفهم ما جرى ويجري في مخيم عين الحلوة، علينا الاجابة أولاً على سؤال حول َمن المستفيد من تحريك الصفائح الساخنة تحت مخيم يُعد من أكبر مخيمات الشتات، ويضم مختلف الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية؟ مواكبون لمسار الاحداث في المخيم يؤكدون ان المستفيد الاول هو إسرائيل، فبعد تآكل ردعها في لبنان،وإنزعاجها من الاعمال الفدائية في الضفة الغربية وغزة، وتخوفها من فتح حرب متعددة الجبهات ضدها، تحركت هي وعملائها في فلسطين ولبنان لضرب ما بات يُعرف بوحدة الساحات، وبما أن الساحة اللبنانية وما فيها من مقاومة فلسطينية ولبنانية التي هي بمثابة الخنجر المزروع في خاصرتها، وتشكل إمتداداً ورافداً للمقاومة في الداخل الفلسطيني، حرضت إسرائيل لإثارة فتنة دموية داخل عين الحلوة في لحظة إقليمية مليئة بالملفات.
 
ولتنفيذ هذا المخطط إستعانت إسرائيل بعملائها، ومن هنا كانت زيارة مدير المخابرات الفلسطينية العامة ماجد فرج إلى لبنان قبل ايام من إندلاع الاشتباكات، فبحسب مصادرة مطلعة على أجواء الزيارة ان فرج حمل معه مشروعًا إسرئيليًا مصريًا فلسطينيًا اميركيًا سعوديًا وقطريًا تم الاتفاق عليه في القمم التي تنعقد في النقب، والقمة الأمنية التي جرت مؤخراً في شرم الشيخ، وخلال لقائه الفلسطينيين في لبنان نقل لهم كلاماً واضحاً ومختصراً انه يجب نزع السلاح الفلسطيني من المخيمات بلبنان، ووضعها تحت إدارة الاونروا التي بدورها تكون خاضعة لإحدى الجمعيات الأهلية الدولية المرتبطة بوزارة الخارجية في السوق الاوروبية المشتركة او في الإتحاد الأوروبي، لتتكامل هذه الخطة مع صفقة القرن، التي نادت بها إدارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، والتي تهدف الى تقييد وتصفية عمل وكالة الأونروا، ودمجها بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، او بالوزارات المعنية بالدول المضيفة، وتجريدها من المضمون السياسي لها، وتصبح فقط مجرد قضية إغاثية إنسانية.
 
وتؤكد المصادر ان هذه الجمعية الأهلية الدولية ستعمل لاحقاً على وضع منصة لتأمين المساعدات، واعادة الاعمار، وتأمين الاموال لتعليم الطلاب وتدريبهم على ما يجب القيام به لنشر أفكارهم بعيداً عن العنف، إضافة إلى إيجاد مشاريع لتمكين المرأة، والهدف الاول والاخير من ذلك هو نزع السلاح من أيدي كافة المنظمات الفلسطينية في لبنان وأولهم فتح.
 
مصدر مطلع على المحادثات التي دارت خلال زيارة فرج الى لبنان، يكشف أنّ أول شخص وقف في وجه هذا المشروع وعارضه ورفضه هو قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني وأحد قيادات حركة فتح، أبو أشرف العرموشي، ووجه له كلاماً مفاده أنّ الفلسطينيين في لبنان عاشوا تجربة سابقة مع نزع السلاح من المخيمات، وعندما اتخذ القرار سابقاً بنزع السلاح تم ذبح الفلسطينيين في مخيمات صبرا وشاتيلا، قائلاً بالحرف نحن لا نريد أن نُذبح مرة ثانية، فتم إغتياله بكمين محكم من قبل مجموعة من المسلحين بقيادة بلال بدر، عمر الناطور، وحسن عزب فولزو.
 
وبما أن الفتنة تحتاج الى دم من أبناء الشعب الواحد، وبما انها فتنة إسرائيلية خدمة لمشروعها تم توريط فتح في معركة مع المجموعات الاسلامية في المخيم التي تدعمها مجموعات ارهابية دخلت الى المخيم قبل ايام من تحديد موعد الصفر لبدء المعركة، تمهيداً لجر باقي الفصائل الفلسطينية من بينها حماس وحركة الجهاد الاسلامي وحزب ال له الى المستنقع الدموي داخل المخيم بهدف إستنزافها وكشف ظهرها وحرف نظرها عن المقاومة في الداخل الفلسطيني وقطع الإمداد العسكري والمادي عنها.
 
ومن بين العروض التي قدمها فرج في لبنان لتنفيذ المخطط الاسرائيلي، بحسب المصدر، هو عرضه على السلطات اللبنانية اتفاقاً يقضي بضبط السلاح المتفلت في المخيمات وتسليم المطلوبين الى الدولة مقابل تضييقها الخناق على تحركات وأنشطة حركتَي حماس والجهاد الإسلامي.
 

ويربط المصدر ما جرى في المخيم بخطاب الرئيس الفِلسطيني محمود عبّاس، الذي ألقاه أثناء زيارته مخيم جنين عقب الانسحاب الاسرائيلي منه، ومفاده انه "لن يكون هناك إلا سلاح واحد، وهو سلاح السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولن يسمح بأي سلاح آخر"، ويبدو أن زيارة فرج جاءت لتطبيق هذه الاستراتيجية في المخيمات الفلسطينية في لبنان أيضاً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6