تأجيل مجلس النور.. دار الفتوى ترضخ لضغوط أهل السياسة والسلفيين؟
يوسف الصايغ
لم تبصر الدعوة التي وجهها أمين عام دار الفتوى الشيخ أمين الكردي لإحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) النور، حيث أعلن في بيان أن "موعد مجلس النور الخامس والعشرين والذي كان سيُعقد حول سيدنا الحسين رضي الله عنه ذاك الشهيد سبط الحبيب ﷺ في مسجد محمد الأمين ﷺ إلى موعدٍ لاحق، وذلك حرصاً منا على إبراز مناقب وأخلاق وعظيم شهادة هذا الإمام العظيم رضي الله عنه ابن بنت رسول الله ﷺ وتفويتاً للفرصة على من يحاولون استغلال هذا المجلس العلمي وتحميله غير مقصوده وأهدافه من جهات متناقضة في واقع الأمر".
إلا ان خطوة التأجيل سبقها معلومات عن ضغوط سياسية ودينية تمت ممارستها لا سيما من قبل الجهات السلفية من أجل الغاء هذه الخطوة رغم انها ذات طابع علمي بحت، بعيدا عن ابعاد او خلفيات سياسية.
في هذا السياق أشار رئيس إتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في تصريح لوكالة أنباء آسيا الى أن "إلغاء خطوة دار الفتوى تم بعد التحرك من قبل بعض الجهات لا سيما الجهات السلفية او السعوديين تحديداً حتى لا يتم تفسير الخطوة بغير مكانها، ويلفت الشيخ حمود الى ان شخصية الشيخ أمين الكردي معروفة للجميع، كما ان الصيغة التي تم توجيه الدعوة فيها لا تحمل أي بعد سياسي او غير سياسي، وبالتالي لا يمكن ان تحمل اي بعد غير علمي".
ويضيف الشيخ حمود مشيرا الى ان "الشيخ الكردي هو شيخ عالم ومتبحر في بعض فروع العلم الشرعي، ويشرف على مجالس النور التي تقوم بعمل طيب جدا في نشر العلوم وتنشيط العلماء على التعاون على البحث العلمي".
ويختم الشيخ حمود معتبرا انه "من المبكر ان نحكم على الاسباب التي ادت الى الغاء هذا النشاط، ولكن من الواضح انه نتيجة ضغط سياسي ونحن نأسف لذلك، مؤكدا ان لا خلفيات سياسية وراء هذه الخطوة العلمية".
بالمقابل أشار الشيخ السلفي بلال دقماق في تصريح لوكالة أنباء آسيا الى ان"الخطوة التي أقدم عليها الشيخ أمين الكردي لا يوجد لها أي لزوم أو مبرر، وهي نوع من المجاراة لأبناء الطائفة الشيعية الكريمة نحن بغنى عنها شرعا، فنحن لنا اصولنا الدينية وهم لهم طقوسهم الدينية، وكان الأحرى بفضيلة الشيخ أمين الكردي أن لا يقع في هذا المطب".
ويعتبر الشيخ دقماق انها "نوع من المسايرة في غير مكانها والكل يعرف محبة ونظرة اهل السنة لحفيد النبي الحسين وابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين، ويضيف: "نحن ضد الاحتفال بذكرى المولد والهجرة والاسراء والمعراج كل هذه الأمور بالنسبة لنا في الشرع هي في غير مكانها، ولا رخصة فيها وهناك فقهاء كبار وضعوها في خانة البدع في الدين".
