قبل أسبوعين، بدأت السلطات التركية حملة تستهدف “المهاجرين غير الشرعيين”، تركزت بمدينة إسطنبول على وجه التحديد، ورغم أن هذه الخطوة سبق أن شهدتها البلاد أكثر من مرة، إلا أن سلسلة من التصريحات والمواقف الرسمية تشي بوجود “سياسة جديدة أكثر حزما عن السابق”.
وفي اجتماع لوزير الداخلية المعين حديثا، علي يري كايا، أكد المسؤول أن الحملة التي بدأت خلال الأيام الماضية تستهدف “المهاجرين غير الشرعيين”، الذين دخلوا إلى البلاد عبر شبكات تهريب، ومن جنسيات مختلفة.
وتحدث الوزير التركي عن “مشروع من 4 أشهر” لحل مشكلة “المهاجرين غير الشرعيين” في مدينة إسطنبول، وأنهم بصدد إنشاء مركز جديد لإيواء طالبي اللجوء في منطقة “أرناؤوط كوي”، بدلا عن الذي كانت تستخدمه في السابق لذات الغرض، والمعروف باسم مركز “توزلا”.
وكانت الحملة التي بدأت في أعقاب التعيينات الجديدة التي أجراها الرئيس التركي في حقيبة الداخلية ومديرية الهجرة وفي الولايات قد استهدفت سوريين، وأسفرت عن ترحيل البعض منهم إلى مناطق الشمال السوري، بحسب ما وثقت جهات وناشطون حقوقيون.
ويقيم في تركيا أكثر من 4 ملايين لاجئ سوري، وهناك أيضا لاجئون من جنسيات مختلفة.
وبالتزامن مع الحملة، كانت أوساط السوريين بالتحديد شهدت حالة من الخوف، لاسيما مع تردد الأخبار المتعلقة بإقدام السلطات على ترحيل المئات منهم إلى مناطق الشمال السوري، الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة.
ونادرا ما تعلّق السلطات التركية على “عمليات الترحيل”، التي سبق أن وثقتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” ومنظمات حقوقية سورية، لكن وزير الداخلية، يري كايا نفى ذلك، بينما لم يستبعد “حصول حوادث فردية”.
وفي سياق متصل، سمع دوي انفجارات متتالية خلال الساعات الفائتة في ريف إدلب الغربي، تبين أنها ناجمة عن قيام عناصر دورية تابعة للقوات التركية بتفجير نفق معد لتهريب البشر من قبل مهربين بين الحدود السورية- التركية، عبر قرية خربة الجوز شمال غربي إدلب.
وتشهد قرية خربة الجوز المطلة على الحدود الفاصلة بين الجانبين التركي السوري، عمليات تهريب بشر بشكل شبه يومي، من قبل مهربين مقابل مبالغ مالية باهظة، كما يتعرض الباحثون عن ملاذ آمن لانتهاكات من قبل عناصر حرس الحدود التركي، من حيث الضرب والتعذيب والاعتقال والتنكيل بهم وزجهم في المعتقلات التركية، بحسب منظمات حقوقية، وسط مصير مجهول يلاحق العديد من الباحثين عن ملاذ آمن الذين اجتازوا الحدود السورية التركية خلال الفترات السابقة.
كما كشفت تقارير معارضة عن تعرض اللاجئين السوريين لاستهداف مباشر من قبل الفصائل الموالية لأنقرة، أثناء محاولتهم اجتياز الساتر الترابي الفاصل ما بين منطقة تل أبيض/ كري سبي، ضمن منطقة “نبع السلام”، ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، للدخول إلى مناطق سيطرة الأخيرة، بعد ترحيل دفعة جديدة من قبل السلطات التركية يوم الاثنين، حيث جرى استهدافهم بالأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى إصابة شخصين من بين المرحلين. وأكدت المصادر، بأن المرحلين لا يزال مصيرهم مجهولاً، فيما إذا تمكنوا من العبور باتجاه منطقة تل أبيض، أو مناطق نفوذ الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.
وبالرغم من المناشدات من قبل المرحلين للجهات المعنية ومنظمات حقوق الإنسان، إلا أن تلك الجهات لم تحرك ساكناً، وسط صمت دولي، في ظل مواصلة السلطات التركية عمليات الترحيل القسري من داخل أراضيها.