لا يزال أفراد عائلة ضحايا “عيد النوروز” يتعرضون للمضايقات والانتهاكات من قبل فصائل “الجيش الوطني” الموالية لتركيا، بسبب تقديم شكاوي ومطالبتهم القصاص في قضية مقتل 4 مواطنين في ناحية جنديرس عقب إيقادهم شعلة عيد النوروز، حسبما كشفت منظمات حقوقية.
وأكدت مصادر معارضة، بأن أحد أبناء عائلة ضحايا “عيد النوروز”، يبلغ من العمر 19 عاماً تعرض للاعتداء والضرب والتعذيب من قبل مجموعة مسلحة ملثمة، يستقلون سيارة عسكرية، بعد مداهمة مكان عمله في صالون الحلاقة في ناحية جنديرس بريف عفرين، ضمن منطقة “غصن الزيتون”، ما أدى إلى كسور في العامود الفقري وذراعيه ورضوض في كامل أنحاء جسده، وسط محاولة المجموعة قتله، للانتقام من العائلة الذين انتفضوا ضد فصيل “أحرار الشرقية” في شهر آذار الفائت، مشيرة الى أن الشاب أسعف إلى مستشفى عقربات في إدلب لتلقي العلاج.
ويشار إلى أن عناصر من فصيل فرقة “السلطان سليمان شاه” والمعروفة باسم ” العمشات” اعتدوا بتاريخ 6 حزيران الفائت على مواطنين اثنين من أهالي ناحية شيخ الحديد بريف عفرين، أمام أنظار الأهالي، وتهديدهم بالقتل، وذلك بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات التي خرجت في ناحية جنديرس بريف عفرين، ضد فصيل “أحرار الشرقية” بعد قيام عناصرها بقتل 4 مواطنين بعد اشعالهم شعلة عيد النوروز في شهر آذار الفائت.
وناشد ذوي الضحايا منظمات حقوق الإنسان و المجتمع الدولي بالتدخل، لحماية المدنيين من الممارسات الهمجية من قبل الفصائل، وفي مقدمتهم فصيل “جيش الشرقية”، بحسب وصفهم.
ونقلت التقارير عن سيدة عفرينية من عائلة ضحايا عيد النوروز، معاناتها تقول: "بعد الجريمة المروعة تعرضت للاعتقال والضرب من قبل الفصائل الموالية لتركيا عدة مرات، بدون أي تهم واضحة بحقي، وانتهى بنا المطاف بسقوط 4 شهداء من عائلتي، إلا أن هذه الأعمال الوحشية لم تكن الأخيرة، كون عناصر فصيل “جيش الشرقية” يهاجموننا بشكل شبة يومي، ويطلقون النار بشكل عشوائي على منازلنا وممتلكاتنا." مشيرةً، بأن هذه الأعمال تأتي بهدف إجبارهم على التنازل عن مطالبهم بمحاسبة مرتكبي مجزرة جنديرس، بالرغم من أن عملية اعتقال المجرمين لم تكن سوى مسرحية.
وأضافت السيدة بأن "هذه الممارسات الهمجية اللاإنسانية مستمرة على قدم وساق منذ 5 سنوات، من الظلم واعتقال والقتل والضرب والاغتصاب تحدث أمام أعين الشرطة العسكرية الموالية لتركيا، الذين لم يحركوا ساكناً حيال ممارساتهم، مطالبةً بالتدخل من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الأوروبي، وفرض حماية دولية على المنطقة، لحماية المدنيين من الجرائم والمجازر، وطرد الفصائل الموالية لتركيا من جنديرس".
و بتاريخ 21 آذار الفائت، اعتقلت الشرطة العسكرية الموالية لتركيا الذين أطلقوا النار على المحتفلين بالنوروز في عفرين، وينحدر القتلة من محافظة دير الزور، وينتمون لفصيل “أحرار الشرقية”، فيما رفض الفصيل الاعتراف بانتسابهم، وجاء اعتقالهم بعد نحو 24 ساعة من ارتكابهم الجريمة بحق الكرد، وبعد مطالبات شعبية بمحاكمتهم.