كارثة تلوح بالأفق في مناطق "الإدارة الذاتية"

اعداد سامر الخطيب

2023.07.24 - 10:14
Facebook Share
طباعة

 منذ عام 2017 بدأت تركيا بتخفيض حصة سوريا من مياه نهر الفرات الذي يمر في مناطق شمال وشرق سوريا بحبسها بشكل متقطع ولكن منذ عام 2021 بدأت تركيا بحبس مياه الفرات بشكل متواصل حيث كانت تطلق تركيا حسب بروتوكول بين سوريا و تركيا المتفق عليه عام 1987 أن يتم ضخ نحو 200 متر مكعب من المياه في الثانية وسطياً عوضاً عن 500 متر مكعب.
وبعد انقطاعها يشهد منسوب مياه نهر الفرات انخفاضاً كبيراً على مجرى نهر الفرات وعلى مخازنها الاستراتيجية والذي يعد أكبرها بحيرة سد الفرات في مدينة الطبقة فتلك البحيرة تسع 14.5 مليار مكعب من المياه لكنها خسرت نتيجة انحباس المياه من قبل تركيا مؤخراً نحو 4 مليارات من مخزونها والذي لا يكفي لسد حاجات المنطقة من المياه اللازمة للشرب والري و توليد الكهرباء وبعد الانقطاع المستمر ناشدت الإدارة الذاتية مراراً المجتمع الدولي و حكومتي سوريا والعراق للضغط على تركيا لفتح المياه لتجنب حدوث كوارث إنسانية في مناطق شمال وشرق سوريا.
ووضفت منظمات حقوقية مستوى مياه نهر الفرات في سوريا بـ “الكارثي”، نظراً لانخفاضه الغير المسبوق.
وأضافت أن مناطق ضفاف نهر الفرات وخاصة المنطقة الممتدة من سد تشرين إلى سد الطبقة تحولت بادية والسكان لا يستطيعون ري محاصيلهم الزراعية، مشيرة إلى أن المخزون الاحتياطي لبحيرة سد الفرات استنزف ب 3.5 مليار متر مكعب من المياه، بسبب قلة الوراد المائي.
وأضافت إن تركيا تلعب دوراً في تغير المناخ في المنطقة، الكثير من أنواع النباتات والحيوانات انقرضت في المنطقة ولا يستطيع السكان زراعة أراضيهم المعتمدة على مياه الري، بالتالي تتحول المنطقة إلى صحراء
يشار بأن مخاطر حبس المياه عن مدينة الحسكة من محطة علوك تزداد يوماً بعد آخر، حيث عمدت الإدارة الذاتية مؤخراً إلى إرسال صهاريج من المياه كنوع من المساعدة من مدينة القامشلي باتجاه مدينة الحسكة للتخفيف من العبء على الأهالي في ظل ارتفاع درجات الحرارة والحاجة الماسة لتوفر المياه.
وفي دير الزور، يعاني الأهالي في الريف الغربي، ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية من نقص الخدمات، ولا سيما قلة ساعات تشغيل محطات مياه الشرب، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة التي زادت من استهلاك المياه لدى العوائل.
وتشكو الأسر من ارتفاع سعر برميل المياه الذي ارتفع من 1500 إلى 2500 ليرة سورية، لا يكفي للعائلات التي تحتاج إلى خمسة براميل مياه أي بمبلغ 12500 ليرة سورية لتغطية احتياج يوم أو يومين فقط، أما بالنسبة للمناطق المحاذية لسكة القطار والمخيمات العشوائية من جهة البادية، يصل سعر البرميل إلى 4000 ليرة سورية.
يتحدث أحد سكان قرية محيميدة، بأنه يعمل في محطة مياه الشرب في بعض المناطق لمدة ساعتين أو ساعة في اليوم، ولكن بسبب قلة ساعات تشغيل محطة المياه، يجبر الأهالي على شراء المياه من صهاريج نقل المياه التي تكون غير معقمة وغير نقية، وغالباً لا يتم الحصول عليها في أي وقت، ما يجبرون الانتظار على مدار يومين، للحصول على دور لشراء المياه من الصهريج. مضيفاً، بأن منزله يبعد عن محطة المياه ونهر الفرات بنحو 1000متر، وبالرغم من ذلك، يعاني من مشكلة تأمين مياه لتغطية احتياج منزله.
وتختلف الحلول البديلة تبعًا للمتوفر في كل حي، إذ يلجأ الأهالي لتأمين المياه الصالحة للشرب إلى نقلها بمختلف الوسائل من الأحياء المجاورة عبر السيارات الخاصة، أو حملًا على الأكتاف (عبوات بسعة خمسة وعشرة ليترات)، أو شرائها من الصهاريج الخاصة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8