أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي حملة تحت عنوان “أنقذوا مرضى السرطان”، في مناطق الشمال السوري، حيث تؤكد المصادر الطبية وجود ما لا يقل عن 3200 مريض سرطان في الشمال السوري غالبيتهم من الأطفال بحاجة لدخول المشافي التركية بشكل عاجل لتلقي العلاج.
وطالب الناشطون الجانب التركي بالسماح الفوري لمرضى السرطان بدخول الأراضي التركية دون أي عرقلة أو إجراءات من شأنها أن تؤخر علاجهم ما يهدد حياتهم بالموت، في ظل افتقار القطاع الصحي في مناطق الشمال السوري للأجهزة اللازمة والكوادر الطبية المتخصصة بعلاج مرض السرطان الذي يعد من أخطر الأمراض على حياة الإنسان.
كما وأطلق الأهالي وناشطون مناشدات للمجتمع الدولي بفتح مركز لعلاج مرض السرطان في الشمال السوري وتزويده بالمعدات الطبية اللازمة والكوادر الطبية المختصة لتفادي تفاقم حالة مئات المرضى وليتمكنوا من تلقي العلاج بسهولة داخل الأراضي السورية في حال عدم السماح لهم بدخول الأراضي التركية عبر المعابر الحدودية.
يشار بأن الجانب التركي سبق وأن أوقف دخول مرضى السرطان السوريين لفترة طويلة ثم صدر قرار بالسماح بدخولهم إلا أن العدد المسموح به شهرياً قليل جداً أي أن المريض سيحتاج للانتظار لأكثر من عام حتى يحين موعد دخوله ما يعني تعرض حياته لخطر الموت.
وخرج عدد من طلاب المعهد الصحي صباح امس، بوقفة تضامنية مع مرضى السرطان في الشمال السوري، وذلك أمام مديرية الصحة في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، تحت شعار “أنقذوا مرضى السرطان”، مطالبين بإنشاء مستشفى تخصصي بمرض السرطان في الشمال السوري.
وفي السياق توفي امس رجل ستيني مصاب بمرض السرطان بسبب عدم وجود جرعة دوائية وعدم السماح له بالدخول إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج.
وتسمح السلطات التركية بدخول مرضى السرطان المسجلين لديها قبل الزلزال أما الحديثين فلا تسمح لهم.
كما توفي مريض آخر من بلدة عنجارة غربي حلب، بعد معاناته وصراعه مع مرض السرطان “الخبيث” لعدم السماح له بالدخول إلى الأراضي التركية. ويشار بأنها الحالة الخامسة خلال يومين.
وتسمح السلطات التركية بدخول عدد قليل جداً شهرياً من مرضى السرطان لتلقي العلاج في المشافي التركية ضمن إجراءات مشددة، الأمر الذي يؤخر بشكل كبير من علاج بقية المرضى ويضعهم تحت تهديد خطر الموت بشكل مباشر، حيث يقبع غالبيتهم ضمن مخيمات النزوح المنتشرة في الشمال السوري ويعيشون في أوضاع مأساوية، حيث لا يتمكن الكثير منهم تأمين ثمن جرعات العلاج التي تخفف من وطأة المرض العضال بسبب ارتفاع أسعار الجرعات بشكل كبير فضلاً عن الصعوبات التي تواجه المرضى في تأمينها.