تشهد المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل الموالية لها ضمن منطقتي ” غصن الزيتون” و” درع الفرات”، انتهاكات مستمرة دون أي رادع قانوني، بينما يتجاوز مرؤوسي عناصر الفصائل الموالية لتركيا معايير الأخلاق في ترك المجرمين خارج قضبان السجن دون محاسبة، رغم حجم إجرامهم وارتكابهم جرائم مشينة مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي، حسبما أكدت منظمات حقوقية.
وتتزايد حوادث الاعتداء الجنسي في تلك المناطق، لأسباب ودوافع مختلفة، فالكثير من تلك الفصائل على اختلاف تسمياتها تستغل نفوذها وقوة السلاح، في حين تلتزم الكثير من العائلات الصمت خوفا من العار والفضيحة.
ورصدت منظمات حقوقية حالات الاعتداء الجنسي في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل الموالية لتركيا، منذ بداية العام 2023، وكانت كالآتي: 3 حالات اغتصاب في عفرين ضمن مناطق مايعرف بـ “غصن الزيتون”، وحالة تحرش في مارع بـ “درع الفرات”.
أما التفاصيل فجاءت كالتالي:
في 6 أيار، اغتصب عنصر من فصيل السلطان سليمان شاه المعروفة بـ “العمشات”، طفلة عفرينية تبلغ من العمر 10 سنوات، تم استغلالها من قبل الشرطة لاعتقال العنصر، حيث رافق العنصر الطفلة وأمها في طريق ذهابهم إلى عفرين، في حين أقدم العنصر على اغتصابها في البساتين المنتشرة في المنطقة ثم لاذ بعدها بالفرار، وبعد ذلك تمكنت “الشرطة العسكرية” بالاشتراك مع أبناء عشيرة الموالي من القبض عليه في قرية كوران التابعة لناحية راجو بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب.
في 8 أيار، كشفت تقارير صحفية، جريمة استغلال جنسي بحق طفلة 14 عام، استمرت لـ 7 أشهر، عبر إغرائها ماديا من قبل عنصر ينتمي لـ “جيش الإسلام” يبلغ من العمر 54 عام مستغلا فقر عائلتها. وحملت الطفلة منه، مع استمرار العلاقة في مسكن بحي الأشرفية في مركز مدينة عفرين، وقررا الهرب إلى إعزاز بريف حلب. وتنحدر الطفلة من عائلة فقيرة نزحت من مدينة حلب مع عائلتها إلى مدينة عفرين، هربا من الحرب آنذاك، لتلقى مصيرها على يد وحش بشري من الفصائل الموالية لتركيا.
في 1 تموز، اغتصب عنصر من فصيل فرقة “الحمزة” ، المنضوي ضمن صفوف “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً، مستغلا وضع عائلتها المادي، حيث تعيش الفتاة مع أب ضرير وأم مريضة في قرية جويق بريف عفرين. وتمكن العنصر من إقناع الطفلة بالذهاب معه لتزويدها بالمعونات الإنسانية والمساعدات، في حين أقدم على اغتصابها، وأعادها إلى منزل والدها في اليوم التالي قبل أن يلوذ بالفرار. يشار إلى إن العنصر له سجل إجرامي وسوابق في حوادث التحرش الجنسي والاغتصاب.
في 2 تموز، أقدم عنصر تابع لفصيل “فرقة المعتصم” الموالية لتركيا، ينحدر من قرية سندرة ريف اخترين شمالي حلب، على التحرش جنسياً بطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، حيث جرى اعتقاله من قبل عناصر الفصيل وتسليمه للشرطة العسكرية في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.
وطالبت منظمات حقوقية بالتدخل لحماية الأطفال القصر والسيدات من حالات الاغتصاب والاستغلال الجنسي من قبل تلك الفصائل.
ولا يكاد يمر يوم دون أن تشهد مناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا شمال حلب، حالة اقتتال فصائلي وحوادث متكررة لـ”القتل، والاغتصاب” تطال سكاناً ونازحين.
وغالباً ما تسفر حالات الاقتتال بين تلك الفصائل عن وقوع قتلى وإصابات سواء في صفوفها أو تطال سكاناً في المنطقة، ناهيك عما يرافقها من حالة الهلع والخوف في أوساط السكان.