عثر الأهالي امس على جثة قيادي سابق في فصيل فرقة “السلطان سليمان شاه”، مقتولاً بظروف غامضة ومرمياً على الطريق عند مدخل بلدة جنديرس في ريف عفرين شمال غربي حلب، حيث تظهر على جسده آثار إطلاق نار.
ويشار بأن القيادي سبق وأن وقعت خلافات بينه وبين المدعو “محمد الجاسم” (أبو عمشة) قائد الفصيل في العام 2021 في ليبيا بعد كشفه عن معلومات حول تورط “أبو عمشة” في تجارة المخدرات واغتصاب وجرائم قتل، حيث فتحت حينها لجنة قضائية للتحقيق بهذه الجرائم، إلا أن الفصيل دفع مبالغ مالية لتغيير أقوال الشهود ونفي التهم عنه.
كما ويعرف القيادي أيضاً بتزعمه لمجموعة تمتهن الخطف وتجارة المخدرات، والتنكيل بأبناء عفرين من الأكراد وظلمهم بشكل كبير ، وسبق وأن تلقى تهديدات من قبل “أبو عمشة”، وفرض إتاوات مالية عليه عدة مرات تصل لأكثر من 100 ألف دولار كل مرة، بحسب منظمات حقوقية.
يبرز اسم “محمد الجاسم” الملقب بـ”أبو عمشة” وهو زعيم فصيل “السلطان سليمان شاه” أو “العمشات” الناشط شمال “حلب” بدعم تركي، لدى الحديث عن قادة الفصائل المتورطين بانتهاكات بحق المدنيين شمال “سوريا”.
السؤال قد يراود كثيرين من متابعي الشأن السوري لا سيما ما يحدث في الشمال من نزاعات بين الفصائل وبروز أسماء على حساب أخرى.
“محمد الجاسم” ينحدر من “عمرين” بريف “حماة” الشمالي من أصول تركمانية، ويلقّب بـ”أبو عمشة” نسبة إلى والدته، وبحسب موقع “سوريا على طول” فقد كان يعمل قبل الأزمة سائق جرار زراعي ويتهم بأنه كان يعمل في تهريب السلاح، ومع بداية الحرب أسس فصيلاً أطلق عليه اسم “خط النار” مع عدد من أبناء عشيرته “بني جميل”.
الفصيل المستحدث حينها تلقّى بحسب أقوال أحد أقارب “الجاسم” الذي انخرط معه في الفصيل، دعماً من عشائر سعودية عبر الضابط المنشق “ماهر النعيمي”، وانتقل الفصيل أواخر عام 2011 إلى بلدة “حزارين” جنوب “إدلب”.
مع تصاعد نفوذ “جبهة النصرة” وسيطرتها على معظم “إدلب” فإنها سعت للتخلص من كافة الفصائل بما في ذلك فصيل “أبو عمشة”، الأمر الذي دفعه عام 2015 للتوجه نحو “تركيا” بعد أن زادت مضايقات “النصرة” لفصيله.
وفي “تركيا” تلقى العناصر تدريبات عسكرية وأطلقوا عام 2016 فصيلهم الجديد باسم “السلطان سليمان شاه” بزعامة “أبو عمشة” وقد تلقى الفصيل بحسب المصدر دعماً من غرفة عمليات “موم” التي تمركزت في “تركيا” وشاركت بها دول إقليمية دعماً للفصائل المسلحة.