مخيمات "د ا ع ش" .. زواج بسن مبكرة للأطفال لزيادة نسل التنظيم

اعداد سامر الخطيب

2023.07.20 - 11:04
Facebook Share
طباعة

 يعتبر مخيم الهول الذي يتواجد شمال شرق سوريا ويضم عوائل عناصر تنظيم "د ا ع ش" الارهابي، من أخطر المخيمات في العالم حيث تنتشر فيه كافة أشكال العنف، و أيضا اطفال من عوائل عناصر التنظيم أو ما يطلق عليهم تسمية “أشبال الخلافة” الذي صب “التنظيم” تركيزه عليهم في خطوة لتوريث أفكاره للجيل القادم.
وكشفت تقارير صحفية معارضة بأن هؤلاء الأطفال يجبرون على الزواج بأعمار صغيرة من أجل زيادة نسل “التنظيم”، ويبلغ عدد المقيمين في مخيم الهول بحسب آخر الإحصاءات 51 ألف نسمة ضمن 14 ألف عائلة بينهم 32 ألف طفل، وأما عن قسم الأجانب يتواجد 7652 شخص ضمن 2254 عائلة من بينهم 5280 طفل.
وتشير الأرقام آنفة الذكر إلى تزايد نسبة الأطفال وهذا يدل أن “التنظيم” ونساء عناصره و قيادييه يعملون بشكل جدي على زيادة عدد الأطفال ضمن المخيم الذي كان أحد طرق “التنظيم” للاستمرار وعدم انهيار فكره لعدة أجيال قادمة.
وللحد من هذا العملية بحسب التقارير، تعمل “الإدارة الذاتية” على إخراج هؤلاء الأطفال من تلك البؤرة بعد بلوغهم سن 13 عاماً و نقلهم لمراكز إعادة التأهيل في مناطق شمال وشرق سوريا الذين يتم استغلالهم من قبل نساء “التنظيم” لزيادة النسل وإجبارهم على الزواج من النساء.
ونقلت التقارير عن وليد جولي مسؤول مكتب العلاقات في مركز الفرات للدراسات ان: المجتمع الدولي يوجه الاهتمام بشكل كبير لقسم المهاجرات في مخيم الهول، لكن هناك خطورة كبيرة في قسم السوريين والعراقيين، وذلك كونهم غير مقيدين بالضوابط التي وضعتها الإدارة الذاتية، هم أحرار الآن في التزاوج وزيادة النسل والتدريب لتحويل الأطفال إلى جيل قد يكون أخطر من “التنظيم”، قبل السقوط الحغرافي.
مضيفاً، وفق النتائج البحثية التي وصلنا إليها في مخيم الهول، كانت نسبة الولادات أعلى بكثير من النسب في المجتمعات الطبيعية مقياساً بعددهم البالغ 51 ألف نسمة، بسبب تعدد الزوجات وتزويج الأطفال ، هناك توجيه محدد على ما يبدوا من قيادات “التنظيم” كاستراتيجية جديدة في محاولة لإعادة بناء دولتهم المزعومة.
ويلفت جولي، إلى ضرورة اتباع عدة قوانين للحد من ذلك، مثل دمجهم في مراكز إعادة التأهيل في أعمار صغيرة كسن السادسة، حسب الاتفاقية الدولية لحماية الطفل، والحد من اللقاء بينهم وبين أمهاتهم، أو تكون من خلال مرات قليلة ولفترة قصيرة، وهذا بحاجة لدعم من المجتمع الدولي .
ويؤكد، على أهمية الحد من هذه الظاهرة الخطيرة والتي يمكن أن تتعدى خطورتها على ما قبل سقوط التنظيم في الباغوز.
بدورها تتحدث لامارا اركندي مديرة مؤسسة TBP الأمريكية المعنية بشؤون ضحايا الحرب في مناطق شمال وشرق سوريا ، قائلة: منذ انتهاء معركة الباغوز وصلت نساء عناصر تنظيم “د ا ع ش” إلى مخيم الهول وهن يحملن في أحشائهن الأطفال، الذي يعول عليهم “التنظيم” ليكونوا “أشبال الخلافة”، ثم بدأ “التنظيم” يخرج بفتوى لزواج الأطفال اليافعين من نساء “التنظيم”، وهذه المهمة أوكلت للحسبة النسائية في مخيم الهول.
وتضيف، ارتأت إدارة المخيم فصل الأطفال بهدف حمايتهم ولا يمنع الطفل من لقاء والدته، ومراكز التأهيل لا تستوعب كل الأعداد، حيث يتم نقل قسم من الأطفال إلى أحد مركز في منطقة القامشلي، وهناك مركز خاص بالأطفال اليتامى في مدينة الحسكة، حيث بدأ المرمز بدمج هؤلاء الأطفال مع الأطفال المحليين وفي مدارس المدينة.
وتتابع، يشهد مخيم الهول شهرياً 60 حالة ولادة، أي أن المخيم شهد منذ 2019 نحو 3500 حالة ولادة، وتستمر حالات الولادة حتى الآن، وحتى الإناث من أطفال “التنظيم” يشكلن خطر فالطفلة مجهولة النسب ستتزوج بعد عدة سنوات وتنجب أطفال مجهولي النسب أيضاً.
وتشدد اركندي بدورها على أهمية إعادة تأهيل الأطفال، ولكن تحتاج العملية لميزانية كبيرة تعجز عنها الإدارة الذاتية التي افتتحت 3 مراكز في المنطقة.
يشار، بأن العديد من الدول عملت خلال الفترات الماضية على إعادة رعاياها من نساء وأطفال عوائل “التنظيم” من مخيمي روج والهول بالتنسيق مع الإدارة الذاتية، إلا أن الأعداد لا زالت كبيرة جداً وتشكل واحدة من بين أشد المعضلات التي تواجه مناطق شمال شرق سوريا.
وكانت قد لفتت تقارير إعلاميّة مؤخّرا النظر إلى تجدّد نشاط تنظيم ‘’د اع ش’’ الإرهابي في كل من سوريا والعراق بعد النجاح سابقا في تحجيم نفوذه ونشاطه في بؤر التوتر ، وزادت فرضية عودته للنشاط بشكل مكثف بعد الهجوم الذي استهدف سجن ‘’غويران’’ في مدينة الحسكة السورية والمخاوف التي تلت ذلك على علاقة بإمكانية استعادة هذا التنظيم الإرهابي قدراته .
ويرى مراقبون أن هجوم الحسكة الذي نفذه تنظيم «داع ش» الإرهابي أثار حزمة من التساؤلات حول أبعاده وتداعياته على المشهد الأمني والسياسي في المنطقة برمتها بعد سنوات من الحديث عن الإنتصار في مواجهة ما يعرف بتنظيم ‘’د ا ع ش’’ في كل من العراق وانحسار نفوذه في باقي الدول على غرار سوريا بعد نجاح الجيش السوري في استعادة أغلب المناطق التي كانت تحت سيطرته.
ووفق تقارير إعلامية فإن الهجوم أعاد المخاوف الدولية حول قدرات التنظيم الإرهابي إلى الواجهة وقد شارك فيه أكثر من 100 إرهابي بالإضافة إلى الحديث عن هروب مايقارب الـ800 إرهابي كانوا في سجن ‘’غويران’’ وفق تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورغم إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تضم في غالبيتها مقاتلين أكراد - استسلام 550 عنصر من «داعش» بعد ستة أيام من الهجوم إلاّ أن التحذيرات الدولية لازالت مستمرة خشية تداعيات هذا الهجوم الذي يعدّ الأعنف والأخطر منذ سنوات من إعلان هزيمة التنظيم الإرهابي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4