الاستغلال الجنسي والتحرش في مناطق سيطرة المعارضة السورية

اعداد سامر الخطيب

2023.07.20 - 11:03
Facebook Share
طباعة

 تستمر الفصائل الموالية لتركيا بارتكاب الانتهاكات بمختلف أشكالها في منطقة “نبع السلام” ، ومن ضمنها حالات التحرش بالنساء في الأسواق والشوارع وفي الدوائر والمستشفيات بالإضافة إلى استغلالهن أثناء توزيع المساعدات ومياه الشرب على الأهالي في المدينة وريفها.
وأكدت العديد من النساء، بحسب تقارير صحفية معارضة، تعرضهن المستمر للتحرش والمضايقات والإهانة من قبل مسلحي الفصائل الموالية لتركيا، وفرض الألبسة السوداء والنقاب وعلى الرغم من ذلك فهن لا يسلمن من التحرش.
ونقلت التقارير عن احدى السيدات قولها: اضطررت للبقاء في منزلي عقب العملية العسكرية التركية عام 2019 كوني لم انتمي لأي حزب يوماً ولم أكن طرفاً في الصراعات السياسية في المدينة منذ عام 2011، وعليه فرأيت نفسي بأني لن اتعرض لأي اعتقال أو مسائلة وسوف أتمكن من العيش في منزلي بحرية مع ابنتي ذات الـ 10 سنوات.
وتتابع:أصبح بعدها الوضع صعباً علينا حيث بات من الصعب تأمين مستلزماتنا اليومية، واضطررت للخروج من المنزل بين الحين والآخر وأخذ ابنتي معي خوفاً على تركها في منزلها لوحدها وذلك لشراء المواد التموينية اليومية مثل الخضار والخبز وباقي المستلزمات، في البداية كنت انظر من طرف عيني إلى المسلحين وهم يحدقون بنا ونحن نسير في الشارع تجاهلتهم كثيراً واصبحت ألبس النقاب لتجنب تلك النظرات ومع معرفتهم باني أرملة أصبحوا يعترضون طريقي في الشارع ويتحرشون بي بكلمات يستخدمها الشوارعيون ولم أعهد على ذلك من ذي قبل.
مضيفة: وفي إحدى المرات استوقفني مسلح طويل القامة لديه لحية طويلة ويضع على رأسه شماخاً أبيض اللون وبيده بندقية، وذلك عندما كنت أحاول شراء ربطة خبز وطلب مني أن يتزوح بي لكني تجاهلته وكأني لم اسمع الكلام فقال لعلك تريدين النوم معي ليوم واحد فقط، واستمريت في تجاهله واسرعت مهرولة للتوجه إلى محل آخر للتهرب منه دون الحصول على الخبز.
وتقول سيدة اخرى: زوجي يعمل في كشك صغير لتصليح الدراجات وكما سبق و عهدنا على انفسنا نحن كنساء أن نخرج لجلب حاجيات المنزل لكون رب المنزل يعمل وليس لديه وقت لجلب ما نحتاجه، أخرج من المنزل للتسوق دون ان يعترض أحد طريقنا أو ينظر إلينا او يوجه كلاماً غير اخلاقياً إلينا نحن النساء، لكن ومع سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها على مدينتنا أصبحت لا أخرج من المنزل إلا للضرورة القصوة بعد لبس النقاب لكن على الرغم من ذلك اتعرض كما باقي النسوة من الجيران إلى المضايقات والتحرش من قبل المسلحين الذين لم نعهد على مشاهدتهم من ذي قبل.
وكشفت أخرى، بأنها تتعرض للتحرش من قبل مسلحين يرافقون سيارة توزع المياه والمساعدات على القرى وأنهم يطلبون منها امور لا اخلاقية على أن يزيدوا من حصتها لكنها ترفض باستمرار وتضيف بأن هناك بعض النسوة اعرفهن جيدا قبلنا الاستسلام مرغمات للحصول على مساعدات أكثر لسد حاجة عائلاتهن.
وتتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطرت عليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.
تصاعد الانتهاكات يأتي مقابل تحقيق المآرب والأطماع السياسية والاقتصادية على حساب استغلال هذه الأراضي وثرواتها ومواردها وأهلها أسوء استغلال.
وبحسب منظمات حقوقية، ستظل هذه الصورة القاتمة تزداد وتتمدد مع استشراء الفساد والاستبداد اللذين تمارسها الفصائل الموالية لأنقرة دون وازع أو رادع يقف أمامهم للحيلولة دون ارتكابهم لمزيد من الجرائم الإنسانية في حق المواطنين السوريين في مناطق “نبع السلام”، وعليه طالبت المنظمات المجتمع الدولي بحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل والمتمثلة بعمليات سرقة وقتل ونهب وسلب واعتقال واختطاف وتحرش.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5