شابات يصنعن من الأزمة الأخيرة فرصة للعمل و الإبداع

مايا عدنان شعيب تقرير خاص/ وكالة أنباء آسيا

2023.07.20 - 08:40
Facebook Share
طباعة

بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية مؤخرًا في لبنان أبدع الكثير من الفئة الشابة وأضاؤا شمعة وسط الظلام في ظل اللعنات المتتالية التي لم تغيّر من الواقع شيئًا.


حوراء و ميرفت نموذج لشابات اغترفن من معين العلم و التجارب و الإبداع فاقتحمن سوق العمل باتقانٍ في مجالات شتى ليشجعن الشباب لاسيما الفتيات للعمل و العلم لاكمال مسيرة حياتهن ودعم الاهل في ظل الظروف القاسية التي يكابدها رب الاسرة لتأمين العيش الكريم لعياله.


حوراء صفا الفتاة العشرينية و طالبة ماستر في كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية استفادت من مجال دراستها في الكيمياء لتجعل من غرفتها مختبرًا متواضعًا تقوم فيه بتحضير مستحضرات للتجميل و العناية بالبشرة و الصابون من مواد اولية طبيعية كالزيوت النباتية و غيرها، تروي لنا حوراء بوجه يملؤه التفاؤل تجربتها المتواضعة و الناجحة في آن معًا، حيث لجأت للعمل في انتاج المستحضرات وبيعها عبر التسويق لها بداية للعائلة و الأصدقاء ثم توسعت بعد ذلك عبر انشاء صفحة تسويق الكترونية بعد ان كثر الاقبال على منتجاتها وذلك لانها طبيعية المصادر من جهة و سعرها ينافس المستحضرات التي يعجز الكثيرون عن الحصول عليها بسبب اسعارها الباهظة من جهة اخرى، وكانت الجملة التي توجهت بها لمثيلاتها من الشابات انه "على الانسان ان يبحث على ابواب جديدة فلا يستسلم للظروف ولا يتبع المألوف وان لا يخضع لضغوطات المجتمع وقيوده و ازماته، وانا أؤمن ان الابداع والتجديد هو حجر الاساس لكل نجاح…"


أما عن الشابة الثلاثينية ميرفت علوية ابنة مارون الراس الجنوبية و المجازة في الحقوق و برمجة الكمبيوتر فقد ثابرت منذ صغرها على صقل مواهبها اضافة الى تحصيلها الجامعي، اجبرتها ازمة كورونا على اعتزال مزاولة مهنة التعليم بعد 12 عامًا، حيث كانت تقدم مواد ثانوية في التعليم ففقدت بذلك وظيفتها في وقت كانت تعيل اسرتها الا أنها لم تفقد الأمل في ايجاد فرصة جديدة للعمل من خلال فتح محترف صغير للأشغال اليدوية الخزفية ( الرسم على الزجاج و الخشب و حياكة الصوف..)بتشجيع من الاهل و الاصدقاء واجهت ميرفت الكثير من العثرات من ازمة العملة الى ازمة المحروقات و غلاء الايجارات فتخطت كل ذلك بالاستفادة من المناسبات الخاصة و اعطاء دروس خصوصية في اوقات فراغها، تروي لنا بفخر كيف استطاعت تحدي الازمات و الحفاظ على محترفها الصغير الى ان توسعت في عملها ليكون "شغلها" و نتاجها طاقة ايجابية لها و للزبائن، تدعو ميرفت الشابات الى ان يكنّ ذوات شغف بالعمل ليساهمن في تأمين حياة مستقلة و مساعدة اسرهنّ في هذه الازمة وذلك من خلال اجتراح ابداعات لهن في شتى الظروف التي تواجههن و ان يجعلن من حجار العثرات جسرًا يصلن به الى شاطىء الأمان و المستقبل المشرق.


هذه التجارب هي بمثابة رسالة الى جيل الشباب، و الشابات خاصة، لضرورة الالتفات الى مواهبهن و العمل على صقلها نتاجًا و ثمارًا بين ايديهن يواجهن بها ازمات الاجتماعية والاقتصادية و الازمات النفسية التي تسببت بها الظروف الاخيرة التي حلّت بجيل الشباب في لبنان. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7